السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

محمد بن زايد: شهداؤنا الأبرار سطّروا بدمائهم الزكية صفحات خالدة

الدولة لا تنسى أبناءها الذين يُضحّون من أجلها الإمارات داعية سلام وأمن واستقرار وتنمية في العالم حريصون على استمرار مسيرة التحديث والتطوير مواكبة مستجدات التسليح والتدريب والقيادة أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن قواتنا المسلحة هي الحارس الأمين لسيادة الوطن وأمنه واستقراره والحفاظ على مكتسباته، في ظل بيئة إقليمية ودولية مضطربة ومملوءة بالمخاطر ومصادر التهديد. وأفاد سموه بمناسبة الذكرى الـ 42 لتوحيد القوات المسلحة التي توافق يوم السادس من شهر مايو سنوياً «في هذه الذكرى الوطنية العظيمة التي نفخر فيها بقواتنا المسلحة الباسلة وأدوارها الوطنية والقومية والإنسانية المشهودة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، نتذكر شهداءنا الأبرار الذين جادوا بأنفسهم، وهم يؤدون الواجب في ميادين الشرف والعزة وسطّروا بدمائهم الزكية صفحات خالدة في سجل البطولة والفداء. وفيما يلي نص كلمة سموه بهذه المناسبة : «إخواني وأخواتي وأبنائي ضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة في هذا اليوم المجيد من تاريخ وطننا الغالي أتوجّه إليكم بالتهنئة بمناسبة الذكرى الـ 42 لتوحيد قواتنا المسلحة الباسلة التي أثبتت على الدوام أنها حصن الوطن المنيع وسياجه الواقي والسند للأشقاء في أوقات المحن، وفي هذه المناسبة الوطنية، أرفع أسمى آيات التهنئة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما حكام الإمارات. وأترحّم على روح المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وإخوانه من المؤسسين الأوائل لصرح اتحادنا العظيم، الذين اتخذوا القرار التاريخي بتوحيد قواتنا المسلحة، تحت راية واحدة في السادس من مايو عام 1976، فوضعوا بذلك الأساس الصلب لدولة الوحدة وما حققته على مدى العقود الماضية، من نهضة وتقدم وتنمية أصبحت مضرب المثل في العالم كله. إخواني وأخواتي وأبنائي حماة الوطن في هذه الذكرى الوطنية العظيمة التي نفخر فيها بقواتنا المسلحة الباسلة وأدوارها الوطنية والقومية والإنسانية المشهودة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، نتذكر شهداءنا الأبرار الذين جادوا بأنفسهم، وهم يؤدون الواجب في ميادين الشرف والعزة، وسطّروا بدمائهم الزكية صفحات خالدة في سجل البطولة والفداء، لقد ضحى الشهداء بأرواحهم في سبيل وطنهم وأمتهم، ودفاعاً عن الحق ورداً للظلم والبغي والعدوان، وهذا أعلى درجات التضحية وأقدسها، ولذلك فقد سجلوا أسماءهم في تاريخ الوطن والأمة بأحرف من نور، ومثّلوا قدوة حسنة في الدفاع عن الوطن والوقوف إلى جانب الحق ومواجهة الظلم مهما كانت التضحيات، وهذا ليس بغريب على أبناء الإمارات الذين تربّوا في مدرسة زايد، وتشرّبوا قيمها ومبادئها في العطاء والتضحية والشجاعة والإقدام ونصرة المظلوم، وعدم التردد في تقديم الغالي والنفيس في الدفاع عن الوطن. إن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تنسى أبناءها الذين يضحون من أجلها، ولذلك وبكل اعتزاز وفخر خلّدت شهداءها، وجعلت من أسمائهم قناديل نور تضيء مسيرتها الوطنية، وتُذكّر الأجيال بعد الأخرى بأن ما يعيشه الوطن من أمن واستقرار ومنعة، لم يأتِ من فراغ وإنما جاء بتضحيات عظيمة قدّمها أبطال من هذه الأرض الطيبة، لم يهابوا الموت فوُهبت لهم الحياة الأبدية في جنّات الخلد. إخواني وأخواتي وأبنائي ضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة لقد أكدت تطورات الأحداث في منطقتنا والعالم، على مدى العقود الماضية وما زالت، أن الحكمة وبُعد النظر والرؤية الثاقبة، هي العناصر التي وقفت وراء قرار توحيد قواتنا المسلحة وتقديم كل أوجه الدعم وأشكال الرعاية لها، حيث كانت هذه القوات الحارس الأمين لسيادة الوطن وأمنه واستقراره والحفاظ على مكتسباته، في ظل بيئة إقليمية ودولية مضطربة ومملوءة بالمخاطر ومصادر التهديد. إن دولة الإمارات العربية المتحدة داعية سلام وأمن واستقرار وتنمية في العالم كله، ولكنها في الوقت ذاته حريصة على امتلاك قوات مسلحة قوية وعصرية، وتوفير كل ما من شأنه دعم هذه القوات وتطويرها، سواء على مستوى التسليح أو الصناعات العسكرية أو التدريب أو التعليم والبحث العلمي. إن قواتنا المسلحة هي قوة سلام واستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، ولم تكن قط في أي مرحلة من تاريخها، قوة عدوان أو بغي، وتشهد الأدوار المهمة التي قامت بها، سواء في المنطقة العربية أو خارجها، على ذلك، وهذا ما يكسبها الاحترام والتقدير في العالم كله، لأنها تجسّد السياسة الإماراتية القائمة على الدعوة إلى السلام والتعايش والحوار بين الدول، والعمل من أجل الأمن والاستقرار العالميين، والانخراط الفاعل في كل ما من شأنه مواجهة أسباب الخطر والتوتّر والتهديد على الساحة الدولية. أبنائي وإخواني وأخواتي إن الدور البطولي الذي قامت وتقوم به قواتنا المسلحة الباسلة في اليمن الشقيق، منذ بدء عملية استعادة الشرعية هناك بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، إنما يؤكد بجلاء ما تتميز به هذه القوات من قيم البطولة والتضحية والفداء، وما وصلت إليه من تطور وكفاءة واحترافية، ويعكس القيم الأصيلة لدولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها الوفي، في الوقوف إلى جانب القضايا العادلة، والدفاع عن أمن المنطقة وتعزيز مرتكزاته، ومساندة الشعوب العربية في مواجهة ما تتعرض له من محن وأزمات. وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، أتوجه برسالة تقدير وإجلال، إلى أبنائي وإخواني الأبطال المرابطين من قواتنا المسلحة الباسلة على أرض اليمن، ممن يقومون بدور سوف يسجله التاريخ لهم في أنصع صفحاته، لأنهم يضربون المثل والقدوة في البطولة والقيم السامية والأخلاق الرفيعة. وأؤكد أن الشعب الإماراتي كله يشعر بالفخر، لما تقوم به قواتنا المسلحة في اليمن وما تبديه من شجاعة منقطعة النظير نرفع بها هاماتنا إلى عنان السماء، لأن وطناً هؤلاء أبناؤه له أن يباهي بهم الأمم، ويطمئن على حاضره ومستقبله. إخواني وأخواتي وأبنائي ضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة لقد شهدت قواتنا المسلحة الباسلة منذ قرار توحيدها التاريخي في السادس من مايو عام 1976، تطورات كبيرة ومتواصلة، سواء على مستوى تطوير قدراتها البشرية وتأهيلها ورفع مستويات الكفاءة والجاهزية لمنتسبيها، أو على مستوى التسليح من خلال الحرص على تزويدها بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية في العالم، بالتزامن مع العمل على تطوير القدرات العسكرية الذاتية، عبر بناء قاعدة متينة للصناعات العسكرية والدفاعية الوطنية، أو على مستوى تعزيز مجالات التعاون العسكري مع دول العالم المختلفة، بما يزيد من كفاءة قواتنا المسلحة الباسلة، ويجعلها على اطّلاع دائم على المستجدات في المجالات العسكرية والدفاعية في العالم، ونحن حريصون على استمرار مسيرة التحديث والتطوير بما يعزز من قدرة قواتنا المسلحة وكفاءتها، لمواصلة دورها العظيم في حماية الوطن والمحافظة على مكتسباته. إن العالم يشهد تطورات متسارعة تُغير الكثير من المعطيات المتعلقة بالتسليح والتدريب والقيادة وطبيعة الحروب وميادينها والعلوم العسكرية بشكل عام، ونحن حريصون في دولة الإمارات العربية المتحدة على أن نكون مواكبين لهذا التطور وعلى وعي كامل به، من خلال توفير كل ما يمكّن قواتنا المسلحة من التجاوب مع التحولات الكبيرة في هذا المجال، سواء خلال المرحلة الحالية أو في المستقبل، حتى تظل على جاهزيتها الكاملة للقيام بدورها بكل كفاءة، كما كانت دائماً، وكما ستظل عليه، بإذن الله تعالى. إخواني وأخواتي وأبنائي ضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة إن تجربة الخدمة الوطنية والاحتياطية منذ بدايتها عبّرت عن الوعي بطبيعة التغيّرات والتحولات في البيئتين الإقليمية والدولية، وأهمية رفد قواتنا المسلحة بالمزيد من العناصر البشرية التي تكون بمنزلة قوة احتياط، وقد أثبت أبناؤنا من منتسبي الخدمة الوطنية والاحتياطية، على مدى السنوات الماضية، حساً وطنياً عالياً، ورغبة قوية في خدمة الوطن والدفاع عنه والتضحية من أجله، ويعكس إقبالهم القوي على أداء هذه الخدمة وتسابقهم في الانضمام إليها وتفانيهم في أداء مهامهم، قيم الانتماء إلى هذا الوطن والولاء لقيادته التي تميز أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة عبر الزمن، وهو ما يثلج صدورنا وصدر كل إماراتي، ويشعرنا بالفخر والاعتزاز بأن وطننا الغالي يسير على الطريق الصحيح، بتكاتف أبنائه وتفانيهم في خدمته. إخواني وأخواتي وأبنائي ضباط وضباط صف وجنود قواتنا المسلحة كل عام وأنتم بخير، ووطننا الغالي في عزة ومنعة وتقدّم، ورحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته.