الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الهرم العربي

يختلف الهرم العربي عن الهرم الأمريكي بشكل دراماتيكي، وأول الاختلافات انعدام فئة المحافظين فيه، لذلك حين تحصل أي مصيبة في العالم العربي، تنتج عنها ردة فعل صادمة ومميتة أحياناً، فبسبب غياب هذه الفئة لا توجد خطط احترازية، ولا استراتيجية، وإن وجدت خطة لا تكون طويلة الأمد، أو على الأقل تتغير بتغير الرئيس، وهذا مختلف عن خطط «الحكماء والمحافظين» الأمريكية التي لا تتغير بتغيير الرئيس. في رأس الهرم العربي يقع جهاز الحكم وبطانته بنسبة واحد في المئة، ثم يأتي أمن الدولة، وقادة الجيش والشرطة، ونواب البرلمانات والوزراء بنسبة ثلاثة في المئة، وتليها الفئة الاقتصادية بنسبة خمسة في المئة، ثم السياسية بنسبة أربعة في المئة، فالعلماء والأكاديميون بنسبة اثنين في المئة، ثم المشاهير عشرة في المئة، فالطبقة الكادحة بنسبة 70 في المئة، وفي قاع الهرم يأتي من هم تحت خط الفقر والأميين بنسبة خمسة في المئة. من وجهة نظري، أرى أن يكون الهرم العربي بشكل مختلف، مشابه إلى حد ما للهرم الأمريكي، وذلك لنجاعة ذلك الهرم في الحفاظ على البنية التحتية للدولة والأمن فيها، مع الحفاظ على كرامة المواطن بالرغم من أنه مطحون كالعربي تماماً، لكنه على الأقل متعلم. وعليه أرى أن يكون في رأس الهرم العربي لجنة الحكماء والمحافظين التي تتكون من علماء ومفكرين واقتصاديين وعسكريين وإعلاميين وتقنيين، نسبتهم في كل دولة في نسبة وتناسب مع عدد السكان في كل دولة عربية (0.001 في المئة)، كما أرى ألا تقل أعمار هؤلاء عن 30 عاماً. ويجب أن تكون منطقة فراغ بين هذه الفئة والتي تليها، ففسحة الفراغ هذه تقلل من الضغط السياسي والاقتصادي على المجتمع، حيث يسهم هذا الفراغ في امتصاص الصدمات (الأزمات)، ليحافظ الهرم العربي على بقائه، ثم تأتي الفئة الحاكمة واحداً في المئة، فالمستشارون واحداً في المئة، فالاقتصاديون خمسة في المئة، العلماء اثنين في المئة، فالسياسيون أربعة في المئة، ثم المفكرون والأكاديميون والكتاب سبعة في المئة، وتظل نسبة المشاهير كما هي عشرة في المئة، وننتهي بعامة الشعب بنسبة 70 في المئة، وتتلاشى فئة المعدمين والأميين. [email protected]