رحلة الصعود

نعم ابني العزيز، الرحلة طويلة ولا تخلو من مشقّة، لكنك قادرٌ على أن تجعلها معجونة بالمتعة، تحتاج أن تتهيأ لطريق الصعود، ولا تنس أن من يخطئ باختيار الطريق سيبقى متأخراً عنك بخطوة، مثلما هذا الرخام الأصم سيكون يوماً ما شاهداً عليك، بعد لحظات ستدير ظهرك للمشهد، سيصبح من الماضي، ستكون أنت وحدك من يروّض الحاضر ليرى من خلاله المستقبل الذي تريد، كلماتك الأخيرة ستكون نبراساً كما هي خطواتك ملهمة لمن يأتي بعدك، لملبسك رمزيته الجميلة، ستصنع المستقبل دون أن تتخلى عن إرثك المشرّف وتاريخك الناصع البياض، ملامحك التي تُلهم الصباح وتهبه الضوء تأتي على هيئة بشرى بأن مستقبل أوطاننا بخير، موغل في الناصع من آمالنا، المورق من قصائدنا الطويلة، وأغانينا العميقة، نرى فيك أحلامنا التي لم تتحقق بعد، وخطواتنا التي لسبب ما لم نكملها، والآن احمل حقيبتك يا بُني وانطلق للمجد، وطنك يستحق أن لا ترضى بأقل من القمم.