الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مواقع التواصل غيّرت العادات والتقاليد

أكثر ما يثير حفيظتي لدى تصفحي بعض مواقع التواصل الاجتماعي إجبارنا على التغير والتبدّل الواضح في عاداتنا وتقاليدنا التي كانت سائدة قبل ظهور هذه المواقع ودخولها بدون استئذان إلى تفاصيل حياتنا اليومية. والتي بدأت فعليّاً مع ثورة انتشار الهواتف والأجهزة الذكيّة، ومن ثم ظهور موجة مخاوف من تحول المجتمعات المعروفة بجماعيتها والتفافها حول بعضها إلى الفرديّة المفرطة، من خلال تعلّق وتباهي البعض بارتفاع عدد معجبيهم بما يكتبون من الجمل مثلاً، أو ينشرون من الصور، حتى الوصول إلى درجة الإدمان، والتأثير السلبي المباشر في المجتمع ونسيجه. ولذا، فإن تلك المواقع ستؤدي إلى تغيير العلاقة بين المجتمع والأشخاص، كما يمكنها تغيير طريقة عمل عقول الناس، خصوصاً أنها بُنيت على فكرة رئيسة تتمثل في كيفية استهلاك أكبر حيّز ممكن من وقت المستخدم ووعيه واهتمامه. وأكثر من ذلك، فإن مشاهدة المستخدم المنشورات التي تحتوي على مشاعر سلبية يؤدي إلى خفض نسبة المنشورات التي ينشرها المستخدم نفسه والتي تحتوي على مشاعر إيجابية، والعكس صحيح، ما يعني أن المشاعر التي تجري مشاركتها من قبل الأصدقاء على وسائل التواصل، تؤثر في مزاج المستخدم ومشاعره. ختاماً .. أعود وأكرّر، إن وسائل التواصل الاجتماعي غيّرت الكثير من العادات الاجتماعية في جميع المجتمعات، بدءاً من التجمعات العائلية في المنزل الواحد التي أصبحت وسائل التواصل جزءاً لا يتجزأ منها من خلال انشغال أفراد العائلة بهواتفهم النقالة وتصفح وسائل التواصل، وصولاً إلى الإدمان على استعمال هذه المواقع، وانتهاءً بالتأثير السلبي في أمزجة المستخدمين وطباعهم. باختصار .. «مواقع التواصل غيّرت العادات والتقاليد».