الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

سياسة إنقاذ ما يمكن إنقاذه

في أولى أولويات أوروبا اليوم يقع تقييم المستوى والفحوى الثقافي، المهيمن على شبكات التواصل الاجتماعي، على الملايين خصوصاً الشباب منهم. والواقع أن هذا الملف شديد التعقيد، حيث لا يقتصر فقط على الرغبة في حماية ثقافة وذهنية الشباب، بل إنه يتقاطع أيضاً مع مصالح وسائل الإعلام التقليدية، وإيرادات وكالات الإعلان التي تأثرت بالفعل بهذه الشبكات. والإشكالية ليست في رغبة أوروبا حماية أجيالها، خصوصاً بعدما تم فحص ما يقرب من 11 ألف صفحة للفيسبوك من قبل خبراء فرنسيين، وثبت أن أغلبيتهم يدعم مشاعر الكراهية والتمييز والعنف سواء العنصري أم الإسلامي. ولكن متى تحركت فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية؟ إن ثقافة شعوبها كانت على المحك منذ سنوات، ولطالما حذر مفكرون ومثقفون من هذه السيطرة المبالغ فيها للفيسبوك والتويتر على عقول الشباب. لكنها لم تتحرك إلا بعد فضيحة بتسريب معلومات شخصية خاصة بمستخدمي الفيسبوك. شيء يدعو للتأمل أن تستهين الدول المتقدمة بكل التحذيرات، حتى تجد الفرصة للتدخل وحماية الشباب من الكراهية والإرهاب؟ وهل يتسق هذا مع التصريحات اليومية لقادتها بضرورة ترسيخ قيم التسامح والتعايش؟ [email protected]