(السِّــلْم) الموسيقي!

جروحنا في أعماق القلوب، تشبه الناي في الشحوب، فهي مثله حزينة ونحيلة ومليئة بالثقوب، ولكننا وحدنا نستطيع عبر العمل الدؤوب، أن نصنع منها ألحاناً تذيب الكروب، دون الحاجة إلى تعلم (السُّلَّم) الموسيقي، وإنما فقط بالصعود إلى (السِّلْم) الحقيقي، الذي يأتي من الداخل يا صديقي. ابحث «دوماً» عن السلام، وإن كانت الحرب تبحث عنك، فالهروب من الحروب سلامٌ بحد ذاته! وتذكر أن «رياضة» الروح تُمارس بالمكوث ساكناً، وثابتاً بلا حركة، فالهدوء نشاطٌ عنيف أشبه بالمعركة، ولكن يُعد ضجيج الحياة هادئاً ورومانسياً للغاية، باعتبار هدوء الموت صاخباً ومزعجاً أكثر! وكذلك تُعد الابتسامة ضيفاً يزورنا سريعاً وبلا «ميعاد»، كما لا يُشكِّل لديه «فارق» السن شيئاً! حيث إن السعادة «صولجان» ملكي بيد صاحبها، وفي الوقت نفسه خزعبلات وهمٍ بيد من فرط فيها، ولهذا إياك واستخدام أداة النفي «لا» في وجه النَّعم من أجل رفض النِّعم، لئلا تنجرف مع «سيول» النقم. والآن اجمع أول حرفين من كل كلمة «قاب قوسين»، واعزف يومك كيفما تشاء موسيقاك! وِفقاً (لسلمك) الموسيقي طبعاً، ثم قِف كالمايسترو لتحرّك أدق تفاصيل حياتك بيديك، وإن كنت لم تدرس الموسيقى يوماً، فالحقيقة أن الموسيقى لم ولن تدرسنا أبداً. أعزفُ (ألحاني)، برغم لون الصمت (الحاني)!