الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الجميل دافع التعاون

«يصبح الإنسان عظيماً تماماً بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان» .. غاندي. تحت ظل هذا العالم العظيم، فإنه لا بد من الحاجة المُلحة التي تُرغم المرء على طلب العون من أخيه، وإن أعظم ما يدعونا إليه ديننا الحنيف هو التعاون والمساعدة وألا يبخل المرء بشيء يستطيع فعله وتقديمه ولو كان شيئاً يسيراً. البخل لا يكون بالمال فقط، وإنما بخل الرحمة أشد قبحاً من بخل المال، فدافع التعاون وتقديم المساعدة هو الرحمة، لطالما دعونا الله بكل إخلاص أن يرحمنا تحت ظله وأن يسخر لنا من يرحمنا، غياب الرحمة عن قلوبنا قد يولد أفعالاً لا تليق بديننا ومبدئنا وقيمنا. عندما كتب غاندي هذه المقولة فهو يدعو إلى التعاون وتقوية الروابط، فعندما تقدم العون لأخيك فإنك تدعو للألفة بين القلوب وإسعادها. الأمر المذهل في الآونة الأخيرة أن بعض المُطورين للذات أصبحوا يدعون إلى الاستقلالية وحُب الذات، ولكن هناك العقول التي أبت أن تعي المعنى الحقيقي لحُب الذات، حيث إنها بدأت في نقل هذه الرسالة بطريقة خاطئة وبتغيير جذري تام لها، حيث دعت هذه الرسالة إلى أن شخص يجب ألا يُعين ويساعد كل من حوله لأنه يجلب المتاعب لنفسه ويقدم على إهانته لذاته. ما الرسالة التي تداولها البعض حتى أدت إلى هذه الفكرة المُجردة من القيم والمبادئ والرحمة؟ .. وأي حُب ذات ينتزع الرحمة من القلوب؟ إن حُب الذات الذي ندعو إليه بعيد كل البعد عن الأنانية، فلا يمكن أن يكون مطور الذات والمُدرب في التنمية البشرية داعياً إلى حُب الذات المبني على عدم التعاون.