الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

قصة إيرانية قصيرة

دوّن الكاتب القدير عبدالرحمن الراشد على حسابه في تويتر: «يوم تاريخي، ترامب يقضي على حلم نظام ولاية الفقيه». ماذا يعني انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني؟ وعودة العقوبات إلى أقصى حد! يعني الموت المُحَقَقْ لامتلاك النووي التدميري، وسقوط بطيء لنظام الملالي. في السادس من أغسطس عام 1990 صدر قرار الأمم المتحدة رقم «661» القاضي بالحصار الاقتصادي الخانق على جمهورية العراق نتيجة غزو النظام الغاشم فيه آنذاك لدولة الكويت. قائمة طويلة من القرارات المتعلقة بالعراق بلغت أكثر من 14 بنداً صادرة من الأمم المتحدة منذ عام 1990 حتى عام 2000، ما بين شيء متعلق بغزو الكويت، وأخرى تدور حول موضوع أسلحة الدمار الشامل، وغيرها لمنع أي محاولة للتهريب أو تزويد العراق بأي مواد محظورة، وكذلك المنع التام للشراء المحلي وتدفق النقد من عائدات النفط العراقي المحتجز في الخارج، وأيضاً برامج النفط مقابل الغذاء والدواء .. إلخ. القصة تقول إن العراق عاش في نقصان حاد من الغذاء والدواء، فضلاً عن أمور أخرى، وكانت النتيجة حسب الإحصاءات المتوفرة، «وفاة مليون ونصف مليون طفل»، بل وآتى الحصار أُكله على عدد كبير جداً من العراقيين الذين هاجروا إلى أصقاع العالم القريبة منها والبعيدة، للبحث فقط عن الأمان وأبسط مقومات الحياة وأهمها الكريمة. 13 عاماً من الحصار الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي الخانق، انتهى وبشكل دراماتيكي إلى سقوط النظام الصدامي، وأفاقت البلاد بعد ذلك السبات الطويل وهي متأخرة جداً في مجالات شتى، حيث كانت هناك مشاهد مؤلمة لبنية تحتية مدمرة ومتهالكة لكثير من المرافق الأساسية المتعلقة بتوليد الكهرباء ومصافي النفط ومحطات المياه والمصانع وغيرها، ما دعا وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر لوصف حالة العراق بخيال حقيقي عندما قال «عادت إلى حقبة ما قبل الصناعة»، كيف لا والغزو الأمريكي له عام 2003 كان بمنزلة الإجهاز التام عليه، وأدخل البلاد في دوامة لم يفق منها إلى يومنا هذا. تكملة القصة .. ماذا ينتظر إيران من عقوبات؟ وماذا عساها أن تفعل مقابل ما سيجري اتخاذه من قسوة تجاهها أو تجاه من سيتعامل معها؟ هل سيحتمل الشعب الإيراني الحصار؟ أو هل سيصمد نظام الملالي المتهالك؟ أم ستتدخل قوة عسكرية لأي سبب كان؟ باحث وإعلامي [email protected]