الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مكتباتهم

«مكتباتهم» كتاب عجيب اقتنيته قبل أكثر من عام من مكتبة الألفية في شارع محمد الخامس في مدينة الرباط في المملكة المغربية، قرأته اليوم وهو لمؤلفه محمد آيت حنا، نشر الكتاب ضمن سلسلة المعرفة الفلسفية عن دار توبقال للنشر، الطبعة الأولى 2016، قسم الكتاب إلى مقدمة ومتن وخاتمة. وبعد صفحة العنوان والمؤلف، ثم الإهداء، تأتي صفحة لأقوال مشاهير حول الكتب والمكتبات (بلغني أنه رُئيَ في المنام في مدينة جميع جدرانها من الكتب، وحوله كتبٌ لا تُحدُّ وهو مشتغل بمطالعتها. فقيل له: ما هذه الكتب؟ قال: سألت الله أن يشغلني بما كنت أشتغل به في الدنيا فأعطاني - ابن الجوزي متحدثاً عن الإمام أبي العلاء الهمذاني الحافظ)، (وقبل أن أتصدى لفكّ هذا اللغز، أريد أن أستعرض بعض المسلمات. وأولها: أن المكتبة أبدية - بورخيس)، (آه الكتب، أعترف أنّها اختراعٌ بشريٌّ رائع - الإله عقرب). بعدها تطالعنا مقدمة فلسفية بعنوان، الفلاحون لا يضعون الكتب في المكتبات، يتحدث فيها المؤلف عن نشأته والمؤثرات الأولى ذات الصِّلة، والعلاقة بالكتب التي يسميها الرفيق الصامت، وكيف كان يحصل على الكتب من بيوت أقربائه، وأطلق على نفسه اسم السارق جامع الكتب، وأن هذا الكتاب هو تأويل وخيال، وأنه عبارة عن مكتبة مفهرسة من دون أي نظام منطقي. بعدها نلج إلى متن الكتاب من خلال 13 موضوعاً هي، مكتبة هاوكينغ، مكتبة بنيامين، مكتبة كورتثار، مكتبة ابن سينا، مكتبة ترانسترومر، مكتبة أمبيرتو إيكو، مكتبة إيلاي، مكتبة باموك، مكتبة بوينديا، مكتبة أبو العبر، مكتبة شوبنهاور، مكتبة ستاندال، مكتبة بنعبد العالي، مكتبة دريدا، مكتبة غاليفر، مكتبة التوحيدي، مكتبة بورخيس، مكتبة كيليطو، مكتبة يوسا، مكتبة بوزفور، مكتبة سارتر، مكتبة زفزاف، مكتبة ابن بطوطة، مكتبة فيتغنشتاين، مكتبة المأمون، مكتبة مناتشكو، مكتبة باييخو، مكتبة أفلاطون، مكتبة الجاحظ، مكتبة بيناك، مكتبة فاندرس. الختام مقال بعنوان المكتبة، بقلم أحمد بوزفور: كتاب غريب. حين قرأته لأول مرة، كان يحكي قصة السندباد، وأعدت قراءته في الغد فوجدته يتحدث عن قصص الأنبياء، ثم وجدته في اليوم التالي يستعرض سيرة الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، كتاب سحري يتجدد كل صباح، ربما لذلك كان عنوانه الذي لا يتغير أبداً هو (المكتبة). لم أكن أرتاح إلا وأنا أفتح كتاب (المكتبة) فأجد في كل مرة عالماً جديداً، كتاب لا يقرأ مرتين كالموت. (لا أعرف يقيناً أشبه بالشك ولا شكاً أشبه باليقين من الموت) يقول الحسن البصري في أحد تناسخات الكتاب، أما أنا فلم أعرف يقيناً أشبه بالشك ولا شكاً أشبه باليقين من هذا الكتاب. [email protected]