الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عيشوه .. واغتنموه

هلّ هلال شهر الرحمة والطاعة في موعده، ذلك الضيف الكريم، محملاً، مبجلاً بمكرماته ونفحاته وخيراته للعباد، رمضان، الذي دائماً ما يأتي وتحل معه السكينة في القلوب، تتسابق جذلى قبيل قدومه متخففة من أثقالها وأوزارها. رمضان، هذا العام، نتوسم في مجتمعنا الصغير والكبير، أن يكون على قدر مسؤول في اغتنام نفحاته وعدم اجتراح حرماته، بألا ندعه يتسرب من بين أيدينا دون أن نعيشه كما يليق به، سلوكاً، وخلقاً، وعملاً. ففي رمضان، قد لا يخلو بيت من «فقد»، إما لأب أو لابن أو لعزيز غائب، موائد تُمد يختزن قلوب أصحابها وجع غياب ظل أحدهم في مثل هذا الشهر، فهناك من تناوشته محطات الغربة، فشاءت الظروف أن يكون إما نازحاً أو لاجئاً غريباً في بلد ما، هرباً من عصف الحرب ونيرانها، فأصبح آمناً بجسده إلا من وحشة تعتصر قلبه بعيداً عن أهله وأحبته. أبناؤنا جنودنا البواسل .. هامات ميادين العز والشرف والكرامة؛ فرساننا الأشاوس، من بذلوا أرواحهم فداء للوطن وللحق ولكرامة الإنسان.. المرابطون على جبهات القتال، من أعطوا صدورهم للعدو وظهورهم لحمايتنا؛ صائمين، متأبطين أسلحتهم في هذا الشهر الكريم، ليذودوا عنا وعن حمانا، لننام في أوطاننا آمنين مطمئنين بسلام. ولأجل هؤلاء، وكرامة لكل عين تدمع بيننا أوحولنا أو بعيداً عنا في وطننا العربي الجريح، لكل روح تتألم تشكو فقداً، أو عوَزاً، أو علة، علينا أن نراعي مشاعرهم كلما مددنا موائدنا وتذمرنا على طبقنا المفضل المفقود على مائدة الإفطار، ونحمد الله ونشكره كثيراً على نعمة «لمّة» الأهل ولذة تقاسم اللقمة معهم وبينهم وتردد أصداء أصواتهم حولنا؛ فهناك من يُفطر يغمس اللقمة بدمع وحشته وغصة وحدته أو عجزه. أن نحمد الله على النِعم الجليلة التي حبانا الله بها في هذا الوطن الغالي والجميل؛ نعمة الأمن والسلام والرخاء الذي نعيشه كل يوم في ظل ولاة أمرنا الميامين؛ فكل نعمة دونها تبقى ناقصة. ورمضاننا هذا العام إذ يأتي متوجاً بغار سيرة وعطر زايد الخير، طيب الله ثراه، فعلينا أن نجزل العطايا ولا نستكثر، ونسعى في الخير كما كان يسعى زايد مستلهمين من سيرة قُدت من تعب وفخر ونور القدوة الحسنة في العمل والبذل والعطاء. [email protected]