الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لماذا نصوم؟

لا أنفك من طرح هذا السؤال مع بداية شهر رمضان المبارك، لأضيف كل عام مفهوماً منصفاً وواعياً للصيام يمدني بالقدرة على احتواء معاني حسية ملموسة وفاضلة تمنح الإنسان صفاء يغذي الروح برخاء ونماء وهدوء يضفي على الفكر صفات إدراكية شاملة تهب الجسد قوة ونقاء تنتصر على الضعف والخواء، فهو سؤال يقيس مدى تأثير الصيام في الارتقاء بالروح وتطهير الفكر وتهذيب الجسد، فهي ثلاث صفات يعول عليها الإنسان في تحديد ووصف ماهية وجوده في الحياة. فلا يخفى على أحد أهمية مكنونات الصيام في رفد الإنسان بمقومات اجتماعية كالصبر والشعور بجوع وفاقة الآخرين والرحمة والتكافل والتعاضد وصلة الرحم، وأخرى أخلاقية بكف الأذى وصون اللسان والجود والعطاء، وأبعاد صحية كتخفيف الوزن والحد من تأثيرات أنواع الإدمان المختلفة كالتوقف عن التدخين وغيرها، وقبل كل ذلك العبادة والتقرب إلى الله عز وجل فهو الركن الرابع من أركان الإسلام، ولكن هل تكفي هذه المقومات في الإجابة عن هذا السؤال إذا ما طرح علينا بغير صفته الدينية والأخلاقية والاجتماعية؟ هناك إجابة وافية تمنحني مفهوماً متكاملاً للصيام، الصيام هبة من الله سبحانه وتعالى للتذكير بمعاني الإنسانية الغائبة عن الضمير الحي بسلوك طرق شائكة تقصي حق الإنسان في العيش بكرامة وكياسة، ففي كل عام يهل علينا شهر رمضان المبارك عبرة وترغيباً لكي لا تحيد الإنسانية عن بصيرتها. رمضان مبارك للجميع بإنسانية لا تضيع. [email protected]