الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ترفيه يغيّب الناشئة عن المتاحف .. وطوق النجاة شراكة استراتيجية مع التربية

دعا خبراء متاحف وزارة التربية والتعليم إلى إبرام شراكات استراتيجية مع متاحف الدولة المختلفة من أجل تنظيم زيارات دورية للمتاحف التي باتت تواجه الكثير من التحديات في ظل انتشار الوسائل الترفيهية التي تستقطب الأسرة التي استثنى الكثير منها زيارتها. واقترحوا على إدارات المتاحف العمل على التحرر من الجدران وتنظيم برامج تفاعلية ومعارض داخل المدارس والجامعات والمراكز التجارية، مطالبين المتاحف بالخروج من شرنقة عرض المقتنيات، ليصبح دورها تعليمياً وترفيهياً واستكشافياً، مؤكدين أن هذا الأمر سيسهم في نشر الوعي لدى الأجيال الجديدة بأهمية المتاحف. ويحتفل العالم الجمعة باليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف الثامن عشر من مايو، وحسب مجلس المتاحف العالمي، فإن الغاية من هذه المناسبة هي «إتاحة الفرصة للمختصين بالمتاحف للتواصل مع العامة وتنبيههم للتحديات التي تواجه المتاحف التي أصبحت مؤسسات تخدم المجتمع وتواكب تطوره». وجزم عدد من خبراء المتاحف بأن دور المتاحف تقلص مع تطور الحياة نظراً للفجوة الكبيرة التي نشأت بين رسالة المتحف السامية والمجتمع الذي استحوذت تقنيات العصر الحديث على جل اهتمامه. وأكد الخبراء ضعف الجانب التسويقي لمنتج المتاحف الثقافي باعتباره ركيزة أساسية في ترسيخ الهوية الوطنية، علاوة على نقص الكفاءات في مجال «الإرشاد المتحفي» من المواطنين المؤهلين للعمل في المتاحف، والدور المغيب للأسرة والمدرسة في ترسيخ الوعي بدور المتاحف. التوسُّع في المهمات وأوضح الخبير المتحفي مؤسس متحف زايد الخير أحمد المرزوقي أنه أثناء معاصرته للعمل المتحفي في السنوات المنصرمة لم يرصد أي مبادرة تفاعلية من قبل إدارات المتاحف تستهدف الوصول إلى الناس في أماكنهم. وطالب وزارة التربية والتعليم بإبرام شراكة استراتيجية مع الإدارات المتحفية في الدولة لتنظيم المعارض الترويجية داخل المدارس، مشيراً إلى أن إدارات المتاحف تصب اهتمامها في التسويق بين السياح الأجانب فقط، مهملة فئة الأطفال والشباب المواطنين. ونوه المرزوقي بأنه لاحظ علامات الاندهاش وهي ترتسم على وجه الأطفال الذين يستقبلهم متحفهم الخاص، وذلك عند مشاهدتهم المقتنيات الأثرية مستنتجاً أن هؤلاء الأطفال لم يعرفوا للمتحف طريقاً. وطالب المتاحف بالتوسع في مهماتها لتصبح مركزاً علمياً وثقافياً لما تكتنزه من مقتنيات أثرية نادرة تعد الشاهد الحي على أصالة وعراقة الوطن، مؤكداً أن دور المتحف يتعدى حفظ التراث إلى توعية المجتمع وتزويده بالبرامج الثقافية. مغريات تخلق فجوة فيما ارتأت مسؤولة متحف الباثولوجي في جامعة الشارقة الدكتورة مها جميعي أنه لا بد من بذل المزيد من الجهد على الصعيد التوعوي لتغيير فكر وثقافة الناس حول المتاحف خصوصاً أن بعضهم يظن أن المتاحف هي مستودعات للقطع الأثرية، إذ يجب أن تتحول المتاحف إلى مؤسسات تفاعلية تخدم المجتمع عبر الدخول بقوة في نسيجه الثقافي. وأكدت أن سلوك البقاء في المنزل أو التسوق في المراكز التجارية وعالم سوشيال ميديا بات يغري الناس أكثر من زيارة المتاحف التقليدية، مقترحة خفض قيمة التذاكر وتقديم تسهيلات متنوعة مثل أنشطة المطاعم والمحاضرات التعليمية. ودعت القائمين على المتاحف بالابتكار لا سيما في البرامج التي تنفذ سنوياً، الأمر الذي يحفز الزوار على زيارة المتاحف. برامج تفاعلية وذكر مصدر في هيئة متاحف الشارقة أن الهيئة تعمل حالياً وفق خطط تسويقية عدة تستهدف الترويج لمتاحف الإمارة واستقطاب أكبر عدد من الزوار عبر وسائل عدة، منها الذهاب إلى الجمهور في أماكنهم. وأشار إلى أن الشارقة تضم أكثر من 16 متحفاً مختصاً في الفنون، الآثار، الثقافة، العلوم، السيارات .. إلخ، وفي كل عام تطلق الهيئة خطة استراتيجية تنسجم مع المتغيرات التي يشهدها العصر الحالي. ولجذب الجمهور، نوه بأن الهيئة أضافت خصائص تفاعلية جديدة لمهمات المتاحف عبر تزويدها بوسائل تقنية تفاعلية تسهل إيصال المعلومات بكفاءة عالية إلى المتلقي، إضافة إلى إطلاق البرامج التفاعلية التي تستهدف كل فئات المجتمع بما فيهم أصحاب الهمم. تسويق الإرشاد المتحفي واعتبرت المرشدة السياحية في حصن الشارقة إيمان حميد قلة الكوادر المواطنة العاملة في المتاحف أحد أهم التحديات التي تواجه المتاحف هو قلة الكادر المواطن العامل في المتاحف فلا بد من توفير العناصر الفنية والثقافية لأداء رسالة المتاحف على أكمل وجه. ودعت إلى العمل إلى استقطاب الكفاءات المؤهلة عبر تقديم عدد من المميزات مع التركيز على برامج تدريبية تضاهي تلك الموجودة في دول العالم المتقدمة وتحفيز طلبة المدارس لدخول مجال الإرشاد المتحفي بترغيبهم في هذا التخصص عند زيارة المدارس والتسويق لمهنة الإرشاد المتحفي. واقترحت استحداث مركز لتدريب الناشئة والطلبة الجامعيين يوفر لهم برامج تدريبية لتأهيل جيل جديد واع بأهمية المتاحف يمتلك المهارات التي تساعده لأداء دوره في الإرشاد المتحفي. برامج غير تقليدية من جانبه، أكد المنسق العام للبحوث في متحف الآثار في الشارقة خالد حسين أن متاحف الإمارات نجحت في مهماتها، لكن الإشكالية تتمثل في الطرف الآخر وهو الجمهور العازف عن الذهاب إلى المتاحف نتيجة انشغاله بالتقنيات الحديثة والذهاب إلى المراكز التجارية، مقترحاً العمل على تغيير الصورة التي ترسخت في ذهن الجمهور عن المتاحف بأنها مستودع للتماثيل واللقى لتصبح مكاناً للتعلم والاستكشاف. دعا إلى العمل على استقطاب الأجيال الجديدة عبر برامج وورش غير تقليدية، الأمر الذي سيحجز مكاناً للمتاحف على أجندة الأسرة نتيجة ما تقدمه من برامج مستحدثة.