الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تصحيح الفكر المُشوّش

بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، يتساءل الواحد منا عما جهزته القنوات الفضائية الناطقة باللغة الإنجليزية من مواد إعلامية تشرح سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وروح التسامح الذي تدعو إليه شريعتنا السمحة من منطلق إبراز الصورة الحقيقية للإسلام، لا سيما أن هناك فهماً مغلوطاً عن الإسلام حول العالم تسببت به الجماعات الإسلامية المتشددة في معظم الدول العربية، والتي أعطت بممارساتها الضالة صورة قاتمة عن ديننا الحنيف. هذا المطلب لا يأتي من باب الترف أو العتب بلا داعٍ، وإنما لضرورة توضيح ماهية المناسبة التي تعطلت الدوائر الحكومية بسببها، والمكانة العليا التي يمثلها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، في وجدان المسلمين في أنحاء العالم، لا سيما أن الدولة تحتضن اليوم سبعة ملايين نسمة ينتمون إلى جنسيات وثقافات وديانات متعددة، وبالضرورة إن بعضهم سمعوا أو ترسخت في أدمغتهم أفكار خاطئة عن الإسلام، كما أن منهم متعطشين لمعرفة الإسلام؟ ومن هنا يبرز دور الإعلام المحلي الناطق بلغات غير العربية في تصحيح الصورة المشوشة. وليس معنى تصحيح صورة المسلمين عبر إعلامنا المحلي أنها بمثابة توجيه الدعوة باعتناق الإسلام، فهي مسألة قناعات شخصية لا يجبر عليها أحد، لكن الهدف إعادة صياغة نظرة غير المسلمين للإسلام، وصولاً إلى ترسيخ الفهم الصحيح عنه، فلقد أصبحنا نرى دولاً عديدة حول العالم تتخذ إجراءات وسياسات معادية ومعرقلة للمسلمين على أراضيها، بسبب توجسها المزمن من الإسلام، والطلبة العرب المبتعثون هم أكثر ضحايا تلك السياسات المعادية. يجرني هذا إلى طرح فكرة إنشاء قناة وإذاعة محلية تنطقان باللغة الإنجليزية، وتدار بواسطة كوادر وطنية مدربة تعبر عن روح التسامح للدولة، وتصحح الفكر المشوش عن الإسلام، وتعرف الآخر بالثقافة العربية الأصيلة. [email protected]