الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

آفة القرن

يعتبر التبغ من أكثر النباتات المؤثرة في تاريخ البشرية، فالتبغ الذي تتم زراعته للحصول على أوراقه هو المصدر الأساسي للنيكوتين، واليوم يتم بيع 15 مليار سيجارة يومياً، أي ما يعادل 10 ملايين سيجارة في كل دقيقة. تبدو تلك الأرقام مخيفة، ولكن المخيف هو استمرار زيادة هذه الأعداد. يقال إنه إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فسيموت واحد من كل 6 أشخاص على مستوى العالم حسب إحصاء لمنظمة الصحة العالمية. ومع استمرار الجهل وإهمال التوعية الاجتماعية وخاصة في المدارس فسوف يزداد هذا العدد، وهناك حسب الإحصاء واحد من كل خمسة أطفال (من عمر 13 إلى 15) يدخن. ومن الجدير بالذكر بأن الإنسان قديماً استعمل التبغ لأغراض طبية فهو مخدر، ولكنه قد يسبب الإدمان لوجود مادة النيكوتين فيه، واليوم تحول التبغ إلى القاتل الأول في العالم، فحسب الإحصاءات أودى بحياة 21 مليوناً خلال 1990-1999 وهكذا تحول التدخين إلى وباء خطر وسم قاتل، يتم بيعه أمام أعيننا في كل مكان. وتلك السيجارة اليتيمة، لا تحتوي فقط على النيكوتين، فالنيكوتين هو أحد المركبات ولكن في الحقيقة، تحتوي السيجارة على ما لا يقل عن 4 آلاف مادة كيميائية، حيث تدخل في تركيب السيجارة مواد تستخدم في المبيدات الحشرية، ومواد أخرى تستخدم في المنظفات، وأخرى في الأصباغ، كما تحتوي على العديد من الغازات السامة التي توجد عادة في المجارير، كما تحتوي على الأقل على 100 مادة سامة، و63 مادة مسرطنة والقطران، وما أدراك ما القطران، تلك المادة التي تستخدم لرصف الشوارع وتعبيد الطرق، وإنها البداية فقط، فرحلة استكشاف مكونات السيجارة لا تنتهي ولا تحصر بسطور قليلة. ومن المعروف أن التدخين من أهم أسباب الإصابة بعدد كبير من السرطانات، كسرطان الرئة، والحنجرة والفم، إضافة إلى أمراض القلب والشرايين وكذلك إرهاق القلب وزيادة نبضاته، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وغيرها الكثير. لطالما كان الإنسان ظالماً لنفسه، يفكر في المتعة المؤقتة وينسى المتعة الحقيقية. المتعة الحقيقية المقصودة هنا هي متعة الصحة، فكما يقال: الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، والآن أتوقف وأوجه كلمة لك أخي المدخن، ماذا تنتظر؟