السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عالم آخر

عالم آخر مختلف عن عالمنا، هناك أناس مثلنا لكنهم وهميون بعض الشيء، ربما هم حقيقيون وربما لا، لكن ما هدف وجودهم؟ أو ما هدف هذا العالم أساساً؟ هل هو مفيد أم لا؟ تجلس طويلاً خلف شاشات عالم الإنترنت وأنت تجهل مخاطر هذا العالم الوهمي. عالم مملوء بشخصيات وهمية وغيرها حقيقية ومهمة في حياتنا، وشخصيات مشهورة وشخصيات منتحلة .. وأنت لا تعلم الصادق من الكاذب. عمودك الفقري يؤلمك، وأيضاً رقبتك، والصداع صديقك أينما ذهبت، وهذا كله من مضار الجلوس ساعات طويلة خلف هواتفنا المحمولة أو الأجهزة اللوحية. فاليوم لا يكاد بيت يخلو من هذه الأجهزة، وأينما تذهب ترى رجلاً يمسك هاتفه، وترى طفله الصغير ذا الثلاث سنوات ممسكاً بجهازه اللوحي، الأب ينسى الطفل، والطفل لاهٍ في عالم كان مدخله جميلاً سهلاً، ولكن المخرج صعب يحتاج إلى إرادة. هنا في منزلنا، يجلس أخي أمام شاشة التلفاز، والسماعات في أذنيه ساعات عدة، وأختي وأخي الآخر على أجهزتهم اللوحية، حتى أختي الصغرى التي عمرها ثلاث سنوات لا تستطيع النوم قبل مشاهدة مقطع من مقاطع الـ YouTube. شبكة المعلومات عالم جميل لمن يستخدمه للفائدة، ولكن بعد حالات الإدمان أصبحت المضار أكثر من الفوائد. الإخوة لا يعرفون بعضهم، ولا تتجمع العائلة كلها إلا عندما تحدث مشكلة في الشبكة. وأصبح الناس يعيشون في عالم وهمي أكثر من عالمهم الحقيقي. لنستخدم شبكة المعلومات لمواكبة العصر باعتدال، فتكون العائلة مترابطة والعلاقات العامة جميلة. البعض يشكو من حالات الأرق التي لا يعلم سببها، جرب أن تنام من دون أن تمسك أي نوع من هذه الأجهزة، فهناك هرمون يفرزه جسمك ليساعدك على النوم ولكن الأضواء التي تصدر من هذه الأجهزة تعرقل العملية. شبكة المعلومات مفيدة ولكن احترس واستخدمها باعتدال.