الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تحدياً لمضايقات المستوطنين.. قرية سوسيا: على هذه الأرض ما يستحق الحياة

ينتظر سكان قرية سوسيا جنوب الخليل قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في القريب العاجل، لتحديد مصيرهم بالبقاء في قريتهم، والسماح لهم باستخدام نحو ثلاثة آلاف دونم من أراضيهم، أو هدمها وترحيلهم عنها. وقرية سوسيا تجمع سكاني في منطقة مرتفعة نحو 830 متراً عن سطح البحر، مكون من نحو 85 منزلاً سكنياً. وهذه القرية الصغيرة بناها السكان بعد أن هدم الجيش الإسرائيلي قريتهم الأصلية سوسيا العام 1968، وانتقل معظم سكان القرية إلى بلدة يطا القريبة. واستقر من تبقى منهم في أراضيهم، وسكنوا في المغارات، وأقاموا حظائر لماشيتهم، وأطلقوا على المكان اسم «قرية سوسيا»، ولم يسمح لهم الجيش ببناء بيوت طوال هذه المدة. وذكر أحد السكان، نصر نواجعة «في 2001 قتل مستوطن في منطقتنا، وقام الجيش صبيحة يوم في يونيو بهدم بيوتنا ومغاراتنا، هدموا قرية سوسيا كلها، جاءنا الصليب الأحمر بعد ساعتين وأعطانا خياماً، لكن الجيش صادرها منا». وأضاف نصر أن «الجيش استمر بالحفر بجرافاته، وطردنا طوال عشرة أيام، وكان يعتقل الرعيان ويريطهم عند أبراجه مدة عشر ساعات، حتى لا يرعوا ماشيتهم». ورغم صعوبة ظروف الحياة لهؤلاء الناس المحاطين بالمستوطنين، وهشاشة بيوت معظمهم التي تتسلل منها مياه الأمطار، كتبوا على شوادر أبيات شعر لمحمود درويش «على هذه الأرض ما يستحق الحياة»، ورفعوا العلم الفلسطيني على بعض البيوت. وبنت إسرائيل على أراضي بلدة يطا والسموع وبني نعيم وأراضي سوسيا ثماني مستوطنات، منها كرمل وماعون وميتسيدوت يهودا وسوسيا وشمعه ومعاليه حيفر، بعد أن صادرت عشرات الآلاف من الدونمات في الثمانينيات. وقد أنشأت ما يسمى بالحزام الاستيطاني لجبل الخليل الذي يسكنه نحو خمسة آلاف شخص. ومستوطنة سوسيا اليهودية أسِّست في 1983، ويسكن فيها نحو 971 مستوطناً من المتدينين المتشددين، وهي ذات بيوت قرميدية محاطة بكروم وأحراش ومساحات أرض واسعة.