الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إثر حكم بسجن سياسي مدى الحياة..بنغلاديش مرشحة لدخول دوامة العنف

تتجه الأوضاع في بنغلاديش إلى مزيد من التوتر في أعقاب الحكم بالسجن مدى الحياة على قيادي في حزب الجماعة الإسلامية. ووقعت صدامات جديدة أمس في بنغلاديش بين الشرطة ومئات الناشطين في الحزب الإسلامي الأكبر في البلاد في اليوم الثاني على التوالي من تظاهرات عنيفة غداة سقوط أربعة قتلى في أعمال شغب اندلعت في العديد من مدن بنغلاديش بعد صدور حكم بالسجن المؤبد على السياسي عبدالقادر مولى الشخصية الرابعة في قيادة الحزب. وأسفرت مواجهات جديدة أمس عن سقوط عشرات الجرحى من أنصار حزب الجماعة الإسلامية عندما حاولت الشرطة تفريق متظاهرين قرب العاصمة دكا وفي إقليم خولنا جنوب غرب البلاد. وأفاد قائد شرطة ضاحية دكا التي شهدت أعنف الصدامات صباح أمس بأن نحو 15 شخصاً جرحوا برصاص مطاطي. وذكرت شبكة إخبارية خاصة أن 12 شخصاً جرحوا في خولنا أيضاً، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية في كل البلاد. ففي دكا نشرت الحكومة حرس الحدود لدعم وحدات من الشرطة تضم عشرة آلاف جندي تقوم بدوريات في العاصمة. كما نشر حرس الحدود في شيتاغونغ ثاني أكبر مدينة في البلاد والتي توفي فيها أمس الأول إحد مؤيدي حزب الجماعة الإسلامية متأثراً بجروح أصيب بها ما رفع حصيلة ضحايا الصدامات إلى أربعة قتلى. وعبدالقادر مولى هو أول سياسي تدينه محكمة الجرائم الدولية المحلية التي تتخذ من دكا مقراً لها وتواجه انتقادات حادة. وبعدما أعلن رئيس المحكمة القاضي عبيد الحسن الحكم في المحكمة التي اكتظت بالحضور وأحيطت بإجراءات أمنية مكثفة، هتف مولى «الله أكبر» معتبراً أن كل الاتهامات التي تشمل كذلك ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، باطلة. وبين المدعي العام محبوبي عالم أنه «يستحق حكم الإعدام بسبب خطورة الجرائم لكن القاضي قرر فرض السجن مدى الحياة بحقه»، مؤكداً أن مولى أدين بخمس من ست تهم موجهة إليه ومن بينها القتل الجماعي. وأثار الحكم احتجاجات فورية نظمتها الجماعة الإسلامية مشيرة إلى أنها ستقاوم «بأي ثمن خطة الحكومة» لإعدام قادتها. وأكدت الشرطة أنها اشتبكت مع عدد من المحتجين في العاصمة دكا وعدد من المدن الأخرى في أنحاء البلاد عقب صدور الحكم. وقتل ثلاثة أشخاص برصاص الشرطة في مدينة شيتاغونغ حيث وقعت أعنف صدامات، وبين مفتش الشرطة شفيق الإسلام «أطلقنا النار عندما هاجمنا المتظاهرون» مشيراً إلى أن المتظاهرين استخدموا قنابل يدوية الصنع وأشعلوا النار في سيارات عدة. كما قتل في شيتاغونغ أيضاً عامل نسيج عندما سحقته حافلة أثناء المواجهات التي أصيب فيها 50 شخصاً من بينهم ستة من رجال الشرطة. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في مدينة راجشاهي الشمالية الغربية على نحو 500 من أنصار الجماعة الذين ألقوا عليها قنابل حارقة. ويعد هذا الحكم الثاني الذي تصدره المحكمة، ففي 21 يناير حكمت على داعية يقدم برامج تلفزيونية هو عضو سابق في الجماعة، حكماً غيابياً بالإعدام بتهم القتل والإبادة. ويتهم عشرة آخرون من عناصر المعارضة ومن بينهم جميع قادة الجماعة واثنان من الحزب الوطني البنغالي المعارض، بارتكاب جرائم حرب.