الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عدت على خير

لعبة كرة القدم ليست قوانين ثابتة، وقد تعمدت أن أقول إنها لعبة، فهي ليست برياضة، في وجهة نظري، كباقي الرياضات، ولا أريد أن أستطرد في هذه النقطة، لكني أكرر وأقول إنها ليست قوانين وليست معادلة رياضية صحيحة، تعتمد فيها النتائج على معطيات مسبقة تستطيع بناء الإجابة عليها، ما أقصده أنها ليست منطقية أو مبنية على أمور واقعية، فالظروف والأجواء والحظ والنصيب والاستعداد والتركيز وعدم التشتت وقوة الانتباه كلها من الأمور التي تتحكم في نتيجة مباراة كرة قدم. كل هذه المقدمة أردت أن أذكرها قبل حديثي عن مباراة المنتخب الإماراتي أمام مستضيفه المنتخب الفيتنامي في تصفيات آسيا، فلو كان الواقع يفرض نفسه لفاز الأبيض بنتيجة كبيرة، لا سيما أن منافسه مع كامل الاحترام لم يكن فريقاًً منافساًً بأي حال من الأحوال. أتفق تماماًً مع من قال إن الأهم هو تحقيق النتيجة الإيجابية، لا سيما أن المباراة تقام بعيداًً عن أجوائنا وأراضينا وجماهيرنا الوفية، ولن ألوم من انتقد المستوى الذي ظهر به المنتخب، لا سيما من بعض الجماهير التي ربما نظرت إلى المباراة من الناحية العاطفية، وأرادت أن يقدم المنتخب صورة مماثلة لصورته في البحرين، كي يكون الاطمئنان إلى وضعه ومسيرته من أول مباراة، لا سيما أن المشوار المقبل أصعب بمراحل مما فات، وهو الامتحان الأصعب على الجميع، لكني أقول لكل من تحسّر على الأداء الباهت للمنتخب إن اللاعبين معذورون في هذه المباراة بالتحديد، والأسباب كثيرة. ما الذي تنتظره من لاعبين لم يتذوقوا طعم الراحة إلا ساعات قليلة على مدى شهرين أو أكثر؟ كيف تريد أن يكون تركيز اللاعبين؟ وهم استنفدوا كثيراً من طاقة تركيزهم في بطولة الخليج الماضية، لا سيما أنهم فازوا في كل المباريات، ماذا تنتظر من «دينمو» الفريق عمر عبدالرحمن الذي تعرض لوعكة صحية قبل المباراة بيوم واحد؟ هل تتوقع أن يقدم المنتخب مستويات ثابتة في كل مبارياته؟ لذلك يجب أن نعذرهم على ما حصل في مباراة قبل البارحة. لكن مع ذلك يجب أن يعرف اللاعبون أن عليهم أن يعذروا الجمهور، لا سيما أنهم عودوا جمهورهم على التميز ولن يرضيهم غيره، هم بأنفسهم من صالوا وجالوا في كل الدول وحققوا البطولة تلو الأخرى، وكان من خلفهم قائد كفء يعرف كيف يجهز حساباته لكل المواقف، وهو على قدر المسؤولية دائماً.