السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

طريق وعر ..

في الحياة خيارات عدة، طرقات عدة، منها ما يختاره لنا الله سبحانه وتعالى، وهناك ما نختاره نحن بمحض إرادتنا واختيارنا. من تلك الخيارات التي نختارها نحن، حيث نضع يدنا مباشرة عليها هو اختيار الصديق، الصديق ذاك الكتف الذي نختاره لنبكي عليه، أو ذاك الثغر الذي يرسم فرحنا عليه ابتسامته طاهرة حين فرحنا وبهجتنا، مرآة روحنا، ذاك الظهر الذي تستند إليه أحلامنا، الصديق ذاك الذي الذي نردد في حضرته وغيابه «رب أخ لك لم تلده أمك» بصوت عالٍ أو ربما خفيض، هو ذاك الخليل الذي نختاره عن محض إرادة وعن سبق إصرار وترصد لرغباتنا. «لا لصديق السوء» مبادرة جميلة لفتت انتباهي قبل يومين، كانت تلك الجملة تطل من خلف شاشة صراف آلي لأحد البنوك في الدولة، حين وقفت لاستخدام الصراف أطلت الجملة. نعم، اختيار الصديق الجيد المناسب هو مسؤولية، كما أنه خيار من أحد الخيارات المتاحة في الحياة، ولأنه خيار يجب علينا أن نحسنه. فلا لأصدقاء السوء هو تحذير يجب أن يعمم ويجب علينا جميعاً أن نحرص على تنبيه المحيطين بنا من أصدقاء وأبناء وأخوة لذلك الأمر، لاختيار الصديق الجيد وأن نكون حذرين في انتقاء الصديق، تأثير الصديق ليس كتأثير الآخرين علينا، ليس كما يفعل الزميل والجار والقريب. لا، فتأثير الصديق على الروح والنفس كبير، هو الموجه نحو الخير في غالب الأمر، ونحو الشر في آخر، هو بوصلتنا في الكثير من الأمور، فالصديق هو طرف وجزء منا كعين نرى عبرها حين لا تكون الرؤية مشوشة، كلساننا حين لا ينطق لسان عقلنا عما يعتريه، كيدنا التي تتحرك حين لا نحسن الحركة، فالصديق طريق مهم، مهم جداً في حياتنا طريق خطر ووعر، لذلك علينا أن نحسن اختياره. شكراً لمجتمع متيقظ، يعي ما عليه من واجبات ويدركها، فعلى المؤسسات ذاك الجزء الكبير من التوعية، كما هو الحال على الأفراد الذين يقع على عاتقهم كذلك الجزء الآخر من التوعية. [email protected]