الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

هل شاهدتم هذا الفيديو

أعتقد أن إساءة بعض المسلمين لديننا أكبر وأعظم من أي إساءة قد نسمع بها أو نشاهدها من شخص غير مسلم، فعندما نقدم هذا الدين أنه قام على شريعة القوي والمنتهز والجبان، فمن الطبيعي أن يصدق الآخرون هذا، لأنها تصرفات بدرت من أناس يعتنقون هذا الدين ويؤمنون بصحته. وأعتقد أن هناك فئات مسلمة، لكنها جاهلة تماماً بقيم هذا الدين وتسامحه وفضائله، وأن هذه الفئات فعلاً تعلمت منذ نعومة أظفارها أن الدين هو القسوة والتسلط على الناس، وهو أيضاً الوسيلة التي به تتم زعزعة المجتمعات واستقرارها. انتشرت على شبكة الإنترنت ثلاثة مقاطع فيديو، تم تصويرها بواسطة شباب مسلمين يقومون بمضايقة الناس في شوارع شرق لندن، بالحديث معهم بقسوة، بل الاستهزاء والاستفزاز، وهذا جميعه تحت لافتة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقولون إنهم دوريات إسلامية تهدف إلى تطبيق الشريعة، أنقل إليكم مقطعاً لحوار دار بين هؤلاء الشباب، وفتاة بريطانية، لمعرفة الكم الهائل من الاستفزاز والإساءة لهذا الدين العظيم، ففي أحد الفيديوهات استخدموا مكبر صوت لكي يأمروا فتاة بالمغادرة، لأنها ترتدي تنورة قصيرة، عندها استنكرت الفتاة هذا التصرف منهم، وقالت: أنتم في بريطانيا العظمى، فردَّ عليها أحدهم بأنه لا يبالي، وأن بريطانيا ليست عظمى. فانصرفت الفتاة وهي تقول إنكم ميليشيات، فضحك الرجل وقال: ميليشيات تطبق الإسلام على رقابكم. غني عن القول إن هؤلاء الشباب حرصوا جداً على عدم إظهار أوجههم، وهو يعد اعترافاً ضمنياً منهم أنهم يمارسون مخالفة قانونية قد يعاقب عليها القانون البريطاني، والتساؤل الأهم: لماذا هؤلاء على هذه الدرجة من السطحية والغباء تجاه دينهم أولاً، ثم تجاه المجتمع الذي اختاروا العيش فيهم، والذي يقتاتون منه الطعام والشراب، وبعض منهم يتسلم إعانة أسبوعية على بطالته يدفعها المواطن الإنجليزي على شكل ضرائب، إنها فعلاً حالة من الجهل بالدين، ثم تنكر لا ينم عن أي قيمة إنسانية، ولا أي فضيلة بشرية. إذا كانت هذه النماذج العدوانية الجاهلة موجودة وتعيش في بلد مثل لندن، وبرغم هذا لم تتمكن من اكتساب أي صفة نبيلة من التسامح والفهم، فكيف الحال في الوطن العربي، ثم نأتي ونلوم وننتقد بعض الحكومات، عندما تتخذ إجراءات للحد من عبث مثل هذه الفئات ومحاولاتها إرجاعنا إلى الخلف، لا أقول إلا حمى الله بلادنا وأوطاننا من مثل هذه الحثالة البشرية، وما تحمله من أفكار منحرفة. [email protected]