الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

وماذا لو خسرنا!

في الوقت الذي كان يخشى فيه الكثير من المتابعين حدوث ما لا يحمد عقباه، تمكّن المنتخب الوطني ولله الحمد والشكر، من الفوز على منتخب فيتنام وعلى ملعبه في هانوي، وذلك في أولى لقاءات المجموعة الخامسة وضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2015، وبذلك تتصدر الإمارات الترتيب بثلاث نقاط لتصبح البداية ناجحة جداً .. بل ونموذجية وبشرى خير بإذن الله تعالى. والحقيقة، إن رحلة المنتخب إلى فيتنام لم تكن رحلة سياحية للأبطال، إنما كانت تمثل أخطر المنعطفات في مسيرة الفريق ما بعد كأس الخليج .. رحلة كانت محفوفة بالمخاوف .. ليس نتيجة لانعدام ثقة في المنتخب، ولا لرهبة من الفريق المنافس بقدر ما كان خوفاً من هبوط عام في الأداء، فما بالك ومنتخبنا قد بذل جهداً خرافياً أثناء خليجي 21 أعقبته احتفالات أطارت عقول اللاعبين قبل عقول الجماهير ..! .. نقول ذلك لأن هذا الفوز الذي تحقق خارج الوطن وفي مثل هذا التوقيت الصعب لن نعرف قيمته إلا في حالة واحدة فقط .. تلك هي حالة الخسارة لا قدّر الله .. والخسارة أمر وارد كروياً .. إلا أن يخرج علينا من يكذبنا فيدعي أن منتخبنا منتخب غير .. منتخب خارق بل ومعصوم عن الخطأ ومنزه عن الهزيمة .. لهذا مر في بالي شريط المباراة، وراقبت كيف تصدى خطنا الخلفي لمحاولات لاعبي فيتنام المؤكدة للتهديف لولا توفيق الله .. وقلت لنفسي ماذا لو كنا قد خسرنا هذه المباراة فعلاً؟ وهذا ليس من باب التشاؤم بقدر ما هو استباق لأمر ما قد يحدث في أي مباراة قد لا يوفق فيها المنتخب .. ولو حدث ذلك فسنرى العجب العجاب .. لذا ومنذ الآن أوجه حديثي إلى الكابتن مهدي علي ليكون مستعداً لمقبل الأيام .. نعم يا كابتن مهدي .. يوماً ما سوف تخسر، فهل أنت مستعد لتلك المصيبة؟ .. إذا خسرت فسيسألونك: لماذا لعبت في الفريق نفسه ولم تغير فيه ولم تستدعِ فلاناً وعلاناً من أصحاب الخبرات لينقذوك ..! أما إذا كنت قد غيرت في التشكيل فسوف يسألونك السؤال نفسه، ولكن بطريقة ملتوية .. ولماذا غيرت في التشكيل يا مهدي؟ .. ولمَ لم تستقر على فلان وفلان؟ لماذا غيرت الخطة؟ ولماذا لم تغير الخطة؟ .. ولماذا .. ولماذا؟.. سيقولون الكثير .. سيكتبون ويعلقون ويحللون .. سيفتحون كل الدفاتر القديمة .. وسيؤكدون دوماً أن حق السؤال متاح للجميع .. مع أن جل أسئلتهم أكثر خبثاً من «الجمرة الخبيثة» ..! [email protected]