الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ساعة صراحة

عبارة أعجبتني رددها الأستاذ الفاضل عبدالرحمن الجناحي مدير مركز خدمة الحميدية التابع لدائرة البلدية والتخطيط بعجمان حين قدم شرحاً حول منهجيات العمل لديه خلال أحد اللقاءات مع وفد زائر للمركز للاطلاع على الخدمات والتعرف على منهجيات العمل فيها، مؤكداً أن سبب نجاح المركز في عمله هو الشفافية المتبعة من قبله مع الموظفين، ذلك لأنه يعطيهم يوماً في كل شهر يكون مفتوحاً لهم تحت مسمى «ساعة صراحة» ضمن اللقاءات المفتوحة التي تعقد عادة بين كل إدارة في بلدية عجمان وبين الموظفين بشكل دوري، ليعبر فيها كل موظف عن رأيه بطرق العمل ويسلط الضوء خلاله على الإيجابي والسلبي فيه، ويذكر التحديات التي تواجهه خلال أداء عمله. وعلى الرغم أن الحديث عن الشفافية والمصداقية في التعاملات بين بعض القيادات والإدارات التي تعتبر خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه لما فيها أحياناً من عزف على وتر حساس قد يكون فيها محاباة وعدم عدالة ورفض لتكرار كلمة «لا» أو توجيه أوامر مطلقة كتلك التي تنفذ بالثكنات العسكرية بين الجنود، إلا أن تطبيق «ساعة صراحة» بحسب قول الجناحي حققت الكثير من المنجزات والنجاح المنشود وعكست الصورة المشرقة التي أرادتها القيادة في الدائرة لتعكس الشفافية والمصداقية في التعامل، لتكون ملازمة للمركز في تميزه ومنجزاته التي يعرفها الجميع. وأحياناً كثيرة تفتقر بعض الإدارات إلى الوقوف على دقائق الأمور مع صغار الموظفين لتعرف مدى الرضا عن التعامل معهم، وهم في الأصل أحد أهم أسباب النجاح الذي تحقق وهم أداة تنفيذ للعمل وهم وراء الإنجاز. لهذا دأب البعض على تخصيص جوائز وشهادات شكر وتقدير لمن يسمون «الجندي المجهول» في مواقع العمل، مثل عامل نظافة أو سائق أو أحياناً «مصور ميداني» وقد يكون حارس المبنى الذي يسهر طوال الليل كعين ساهرة للحفاظ على المكان، وغيرهم كثر ممن يعملون في الظل بصمت ولا يذكرون بالأفراح بل يكونون أصحاب الصدارة في الأمور السلبية التي تنعكس على المكان إذا تعرض لشيء لا قدر الله، ليكونوا أشبه بقميص عثمان الذي تعلق عليه الأخطاء وتنسب إليه أسباب فشل بعض الفئات من الإدارات التي تجلس على كراسٍ كبيرة، وتحتل موقعاً حساساً تكون فيه صاحبة قرار التحكم بفئة ضعيفة من صغار الموظفين لتفرض سلطتها عليها وتمارس معها ممارسات أحياناً لا تمت بالرتابة وتفتقد لفن التعامل الإنساني مع الآخرين في بعض الأحيان، لأنهم ليسوا ممن لديهم سند أو منصب عال أو لأي ذرائع أخرى، يبقى القول بأن اختيار الإدارات للآن لم يقم في بعض المؤسسات على أسس متعارف عليها في ممارسة فن الإتيكيت وفن البروتوكول أو غير ذلك من مسميات تحكم بعض المديرين الذين لا يعرفون للابتسامة طريقاً بل تجد الحِدّة في التعامل عنوانهم، والتعنت بالرأي منهجيات أدائهم ظناً منهم أنهم من عِلية القوم وما وراءهم فليجرفه الطوفان ويولون الأدبار.