الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

استقلال الرجل عن المرأة

سألت نفسي مراراً هذا السؤال: لماذا على المرأة أن تستقل عن الرجل؟ وتصبح شريكاً معتداً بذاته وعقله- مساوياً للطرف الآخر تماماً في الحقوق والحرية؟ بالطبع يوجد الكثير من الطرق لمحاولة إثبات كلامي وإحداها الكتابات النسوية -النضالية في حقوق المرأة. أستطيع ملء المقال بأكمله باقتباسات قوية مناسبة للمرحلة ونظريات علمية هنا وهناك، ولكن مهلاً أحتاج إلى أن أفكر بالفكرة وأتخيلها بنفسي من دون مساعدة، وأحتاج أيضاً إلى أن أتصورها بشكل مختلف حتى أساعدكم بالدخول إلى عقلي من دون جدار الاقتباسات، وسأكتب ببساطة مثلما أتمنى .. لنفترض أنه كان لدينا في العائلة صبي وفتاة، وقررنا إدخال تعديلات على حياتهما تناسب مرحلتهما العمرية عندما كانا بالعاشرة مثلاً ونجح الأمر لأنه كان مناسباً لمرحلتهما الزمنية ومناسباً لتكوينهما الشخصي آنذاك، وبعدها تمكن الشاب والفتاة وأصبح الجميع يعترف بنجاحهما وبتميز الصيغ التي صنعناها لهما. وبعد مرور سنوات على هذا الإنجاز قررنا ونحن في حالة من الحبور والفخر كتابة تلك التعديلات في ورقة كفرضية ممتازة في كيفية التعامل مع كل صبي وصبية في عائلتنا، فتحول بنا الأمر إلى الاعتقاد بأنه قانون لا يجب كسره أو تخطيه أو حتى التساؤل بشأنه، وأصبحنا نفرضه على كل شاب وفتاة كعادة متوارثة. ماذا نتوقع نتيجة هذه القصة إذا فكرنا بها نقدياً؟ أغلب الظن أن النتائج ستكون كارثية وظالمة للأفراد الجدد في العائلة وستساهم في انفصامهم عن الواقع الذي يتغير دائماً وستنشأ لديهم شخصية منافقة وازدواجية نتيجة للصراع الدائر حول أفعالهم وقانون تلك الورقة. والآن لنرجع إلى المرأة، فأنا تحدثت عن اثنين .. فتاة وشاب من دون تخصيص التصور للمرأة فقط مثلما فعلت أول المقال، ولكني قصدت ذلك لاعتقادي بأن هذا هو جوهر الفكرة فنحن لانستطيع فصل جنس عن آخر باسم أي فكرة ولا نستطيع محو مجموعة نتائج تجارب كل إنسان على جانب بسبب جنسه أو أصله أو لونه ومثلما كانت فكرة الصيغة المتشابهة ظالمة للجيل الجديد، أيضاً فكرة الفصل بين الرجل والمرأة ظالمة، وما يجب علينا فعله اليوم هو الدفاع عن هذه الفكرة ومحاولة فهمها أكثر. [email protected]