الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

العنف ضد المرأة .. لطخة سوداء في بلاد مانديلا

أثار اغتصاب فتاة (17) عاماً وموتها مشاعر الغضب في جنوب أفريقيا. وتم القبض على ثلاثة أشخاص في العشرينيات من عمرهم لصلتهم بجريمة الاغتصاب الجماعي. ووصف الرئيس جاكوب زوما الاغتصاب بأنه «بلاء». وأظهر استطلاع للرأي صادر عن مجلس البحوث الطبية أن ربع الرجال في جنوب أفريقيا اعترفوا باغتصابهم امرأة في حياتهم، ونحو 175 امرأة تتعرض للاغتصاب يومياً فيما تتلقى الشرطة ما يقارب الـ 65 ألف بلاغ عن حوادث اغتصاب سنوياً وهناك الكثير من الحالات التي لا يتم الإبلاغ عنها. وذكرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي «يتعين إنهاء الثقافة المتأصلة للعنف الجنسي التي تسود جنوب أفريقيا». وكانت الفتاة أنين بويسن، في طريقها إلى المنزل عائدة من ناد رياضي الجمعة الماضية عندما هوجمت بشراسة أودت بحياتها. وتعرفت الضحية على أحد الجناة، قبيل وفاتها متأثرة بجراحها في المستشفى. وأقيمت جنازة الفتاة المغتصبة أمس، حيث رافق المئات من المشيعين النعش الأبيض بعد مراسم توديعها في إحدى الكنائس. وحتى الآن لم ينجح الغضب الذي جرى التعبير عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في التحول إلى تحرك عام على نطاق واسع، مقارنة بما حدث في الهند عندما اأثار اغتصاب جماعي وقتل لفتاة (23) عاماً احتجاجات لم يسبق لها مثيل وغضباً دولياً. وفي جوهانسبرغ، احتشدت مجموعة صغيرة من النشطاء في «ميدان غاندي» وسط المدينة، وهو مكان يخلد ذكرى 20 عاماً قضاها قائد الاستقلال الهندي في جنوب أفريقيا ويسلط الضوء على الروابط التاريخية بين البلدين. ووضعت صور بويسن في الميدان جنباً إلى جنب مع لوحة موجهة إلى الشرطة كتب عليها «دماؤنا على أيديكم». وعبرت إحدى المشاركات في الاحتجاج نثابيسنغ (21) عن غضبها «أنا لا أشعر بالأمان على الإطلاق، حياتنا هنا في خطر، النساء معرضات للخطر، في أي لحظة قد نتعرض لإطلاق نار أو قتل، ولم يتخذ أي إجراء حيال ذلك». وأضافت «نحن في حاجة إلى الأمن، واتخاذ إجراءات من قبل حكومتنا، حان الوقت لأن تتخذ الحكومة موقفاً إزاء كل هذا الظلم» مشيرة إلى أنها تعرف العديد من الضحايا اللاتي تعرضن للاغتصاب. ولم تسهم كثيراً عملية الاعتقال السريعة للمشتبه بهم الثلاثة في تغيير الشعور المسيطر على المواطنين في جنوب أفريقيا بأن نظام العدالة غير ناجز. وعلقت الناشطة الحقوقية ليندا (30) عاماً «إنني في انتظار رؤية ما سيحدث لمن تم إلقاء القبض عليهم، إذا ما تم اتخاذ إجراء صارم ضد هؤلاء الأشخاص سيكونون عبرة للآخرين الذين يعرفون أنهم أحرار في أن يفعلوا أي شيء على أرض هذه الدولة». وبدا الحزن الشديد على والدة بويسن التي أكدت أنها وابنتها كانتا «أفضل الأصدقاء» وأنها كانت تعمل كي تساعد الأسرة الفقيرة، مضيفة «عندما يحل الليل ويخيم السكون وأنا وحيدة سأفتقدها كثيراً». وعينت جنوب أفريقيا العام الماضي أول امرأه رئيسة للشرطة، لكن النشطاء، الذين كانوا يأملون في إعطاء أولوية لجرائم الاغتصاب ضد المرأة، أعربوا عن خيبة أملهم. ولا تزال معدلات اعتقال وإدانة مرتكبي جرائم الاغتصاب منخفضة للغاية، ما أدى إلى دعوات في بعض المجتمعات إلى تطبيق عدالة الغوغاء العنيفة كوسيلة لردع الجناة المحتملين. وذكرت بيلاي، وهي مواطنة من جنوب أفريقيا أن عدم اتخاذ إجراءات كافية تجاه المغتصبين هو «إنكار صادم للعدالة من أجل آلاف الضحايا، وعامل يساهم في تطبيع الاغتصاب والعنف ضد المرأة في مجتمع جنوب أفريقيا».