الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

خطاب الملك سلمان: مضامين ودلالات!

كانت الكلمة التي صدح بها ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خادم الحرمين الشريفين مدويّة بما حملتْه من مضامين ودلالات تعكس السياسة والدبلوماسية السعودية، وعزيمتها وقوتها وصرامتها في مواجهة الأحداث، وتعكس في الوقت نفسه عدم تدخل المملكة في شؤون الآخرين. امتازت السياسة السعودية بأنها تساعد الآخرين لكنها لا تتدخل في شؤونهم حدث ذلك في قضية لوكربي في ليبيا، واتفاق الطائف في لبنان، واتفاق مكة الفلسطيني، والمبادرات التي تؤسس لها الدبلوماسية السعودية لا تعد ولا تحصى، وكلمة الملك هذه المرة ليست مع ولا ضد بالنسبة للتيارات، ولكنها مع السلم والسلام، ومع أن تكون اليمن لليمنيين والدول لشعوبها. على مر تاريخ الدبلوماسية السعودية، لم يكن النفوذ هو الهدف من المبادرات، بل كانت المبادرات السعودية كلها تهدف إلى رسم مسار مستقرٍّ في المنطقة، وذلك لمصلحة أمن واستقرار المنطقة الذي لا يمكن أن يزدهر مستقبل الإنسان من دونه. ولا يزال خطاب الملك سلمان في مجلس الشورى، وخبر إعلان المملكة عن التحالف الإسلامي العسكري، شغل المحللين والراصدين السياسيين الشاغل ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام، وعلى الرغم من عدم حداثة ريادة المملكة عالمياً وضرباتها وإنجازاتها في مكافحة الإرهاب وجماعاته إلا أنّ عاصفة الحزم نجحت، وقد استدلّ عدد من السياسيين والمحللين بنجاحها للتأكيد على نجاح التحالف بقيادة السعودية والإمارات. واليمن الشقيق لم يغب عن خطاب الملك بالذات حينما قال: «أمن اليمن من أمن المملكة، وشدد على عدم القبول بالتدخل في شؤونه بما يؤثر في الشرعية فيه، أو يجعله مقراً أو ممراً لأي دول أو جهات تستهدف أمن المملكة والمنطقة والنيل من استقرارها». إنها الدبلوماسية السعودية المتزنة؛ التي تضع سياساتها ضمن مصالحها التي لا تسيء إلى أحد. عكس بعض الدول التي تضع سياساتها ضد مصالح غيرها حتى من دون مصلحة! ويبقى المواطن السعودي وشعبه العزيز الساكن في وجدان ملك الحزم والعزم، وختم كلمته التاريخية موصياً عليه مطالباً أعضاء مجلس الشورى بوضع مصالح الوطن والمواطنين نصب أعينهم دائماً، وإبداء المرئيات حيال ما تتضمنه تقارير الحكومة المعروضة على المجلس، والتشاور مع المسؤولين، وعلى المسؤولين في الجهات كافة التعاون مع المجلس، وتزويده بما يحتاج إليه من معلومات. [email protected]