السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بان كي مون يغادر منصب القلق

للمرة الأولى في العصر الحديث يتخاذل المجتمع الدولي تجاه ضحايا حرب ضارية تشترك فيها ثلاث دول لإبادة شعب أعزل وصل إلى حد أقصى من العنف، ولا تهتم إلا شذرات من العالم بدمار معلن على وسائل الإعلام. لم تقدم الأمم المتحدة أي دور يُذكر في حلب، لم تجد النداءات المكلومة في الأفق سوى بشار الأسد يهنئ السوريين بـ«الانتصار التاريخي» في حلب، يهنئ شعباً على إبادة جماعية بغطاء جوي روسي وميليشيا إيرانية تجهز على من تبقى من الجرحى. هذا العالم من العلاقات والمؤتمرات والاجتماعات بشأن هذه الحرب شكليات تدور في أروقة السياسة، حاولت إثبات نظرياتها المتضاربة في الوقت الضائع، لإعطاء متسع من الوقت ليزاول مراوغته للحقائق، ومنح بشار الأسد حرية أكبر في الإجهاز على شعبه. فضلاً عن ذلك، دور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي دشن مصطلح القلق في أغلب خطاباته السياسية والأزمات الدولية وموقفه السلبي وتخاذله تجاه الحرب في سوريا والعراق لم يدن الممارسات الوحشية بحق المدنيين في حلب، حلب وجع العرب، أضف إلى ذلك تلاعبه بتقرير أممي لإدانة التحالف باليمن واتضح فيما بعد تلفيقه وقدم اعتذاره. لا نعلم من يخاطب بشار بهذا الخطاب حين قال: «الزمن والتاريخ مرتبطان ببعضهما البعض، ولكن الناس لا يذكرون الزمن، يذكرون التاريخ.. نقول قبل ميلاد السيد المسيح وبعد ميلاد السيد المسيح، نقول قبل نزول الوحي على سيدنا رسول الله وبعد نزول الوحي، نتحدث عن الوضع السياسي قبل سقوط الاتحاد السوفييتي أو بعده، قبل الحربين العالميتين أو بعدهما، أعتقد أننا بعد تحرير حلب سنتحدث عن الوضع، وليس فقط السوري والإقليمي بل أيضاً الدولي، قبل تحرير حلب وبعد تحرير حلب، هنا تحوّل الزمن إلى تاريخ». وشدد الأسد على أن صمود الشعب في حلب ورجولة الجيش العربي السوري وتضحياته وشجاعة «كل مواطن سوري وقف مع حلب ووقف مع بلده ووقف مع وطنه»، هي ما يحوّل الزمن إلى تاريخ. أي تاريخ تتحدث عنه أيها الرئيس، وبعدما أديت القسم على إبادتهم، ها أنت تحاول إبلاغهم بخيانتك العظمى مع عدوهم، بتلك العلامات المأساوية التي لوّثت صفحات التاريخ بدماء أطفالهم. [email protected]