الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإجازة والملل

نعيش الآن واحدة من الإجازات الدراسية، وهي في الحقيقة تأتي في وقتها، لعل أبناءنا وبناتنا يلتقطون أنفاسهم ليعودوا وهم أكثر اندفاعاً وجداً واجتهاداً في التحصيل الدراسي في مسيرتهم نحو المستقبل. الإجازات دوماً فعلها جميل ووقعها أجمل، ولا أحد يختلف معي في أنها مرحب بها في كل مكان، في الحقيقة أنا أسعد بالإجازة الدراسية لأنها فرصة أيضاً للمعلمين والمعلمات، لأخذ ما يشبه استراحة المقاتل إذا صح التعبير، وهم يقومون بعمل بالغ الأهمية في مسيرة أي مجتمع وأمة تنشد التطور والتقدم، ولا أعتقد أن هناك من يجادل أو يختلف. لكن في مثل هذه الأوقات أنزعج عندما أسمع من البعض، وهم يقضون أوقات الفراغ، في مثل الإجازات المدرسية، نسمع منهم عادة كلمة «ملل»، والبعض منهم يتمنون الانشغال أو السفر، ومن دون شك، فإن هذه الشكوى مبعثها ومصدرها وقت الفراغ الضائع الذي لا يعلم أبناؤنا تحديداً ماذا يفعلون فيه؟ لأننا نشاهد أنه حتى الألعاب الإلكترونية باتت بالنسبة لهم تبعث على الملل، وأعتقد أن هذا نتيجة طبيعية لأنهم يعيشون بروتينية مملة، توصف في بعض الأحيان بالروتين القاتل، لذا يجب التغلب عليها، بأن يكون يومنا على سبيل المثال حيوياً مملوءاً بالإنجازات والفوائد وأيضاً اللعب. وكما يقول المثل العربي «عالج آفة الملل بكثرة العمل»، ليتنا في إجازاتنا نوجه بناتنا وأبناءنا لمهام وواجبات تضيف لهم وتمنحهم تجارب وخبرات حياتية تقويهم وتحلّق بأفكارهم، ولنتذكر ما قال المفكر الراحل مصطفى محمود: «الملل عقوبة من لا يعمل». [email protected]