الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الرجل السنع والمظهر

تنتشر لدينا بعض الممارسات الخاطئة، ولكن تم التسليم بأنها صحيحة، بل باتت هناك أمثال تضرب لتأييد مصداقيتها، لعل من بينها ما يتم ترديده «كل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس» .. وغيرها من المقولات العامية، التي يتم ترديدها ويتفق على صحتها سواد كبير من الناس، على الرغم من خطئها البديهي والمنطقي، لأن هذا قادنا نحو ممارسات ونتائج جسيمة. بعض الناس يشترون السيارات الفارهة، والملابس باهظة الثمن، وليس هناك هدف سوى التفاخر، ومن أجل إشباع حاجة مرضية، وهي التباهي أمام الآخرين بثرائهم. وليست هذه المعضلة، بل المشكلة تكمن أن هذه الجوانب باتت معياراً لتقييم الآخرين وكيفية تعاملنا معهم، فكلما زاد ثمن السيارة وكانت الملابس ماركة تزايد الاهتمام، وهذا جعل هناك موجة من محاولة التميز في الجوانب المادية، وباتت تلك الكلمة الشهيرة للكاتب الإغريقي إيسوب «احكم على الجوهر لا على المظهر» أكثر غرابة من الواقع الفعلي الذي تعيشه الكثير من المجتمعات، على الرغم من أننا يجب فعلاً ألا ننخدع بالمظهر، وأن نركز على الجوهر في كل إنسان. ومع الأسف هذا لا يحدث، حتى في مسائل شديدة الحساسية ويبنى عليها مستقبل وحياة، مثل أن يأتي أب ويوافق على زواج ابنته برجل لا يعرف عنه أي شيء، والمبرر يظهر عليه أنه رجل سنع وثري، وعندما تعايشه الفتاة بضعة أشهر، سرعان ما تعود إلى منزل أبيها مكسورة نفسياً وجسدياً، لأن هذا الزوج – السنع - متجرد من الأخلاق والمبادئ والقيم النبيلة والحكمة. [email protected]