الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الوطن العربي .. ومستقبل التطرف

تغريدة قبل ألف سنة قال ابن سينا: «بُلينا بقوم يظنون أن الله لم يهد سواهم». لا يمكن الحديث عن الوجع العربي دون ملاحظة كمية التعقيد في المشهد برمته، كم هو مخيف ومفزع أن يصل العرب إلى مرحلة «مطرقة الاستبداد وسندان التطرف» .. لست مؤمنة بالثورات، برغم مبرراتها والمقدمات التي مهد لها الطغاة أنفسهم في دول الحكم الشمولي .. القضاء على الاستبداد مطلب لكن ما حدث عكس كل ما هو منطقي وإنساني وطبيعي هو حالة همجية أدواتها الهدم والتمزيق والتشريد والعذاب. «إذا كان الأصوليون يقفون ضد الجمال والحياة والتطور البشري ويريدون العودة إلى الوراء، فإن الشعوب تحبها وتسعى لمواكبة العصر، وهي تؤازر من يغرسونها في بلدانهم ويسابقون الزمن بالتنمية والحضارة» .. الاقتباس من مقالة «تعددت الأسماء والطاغية واحد» .. للإعلامي مازن العليوي، صحيفة الرؤية الأحد 17 مارس 2013. وهي تمنحنا لقطة سريعة مما ينتظر سوريا وبلداناً أخرى يضربها التطرف .. هناك من تحرك للجمه ومحاولة تحجيمه من دول تطالب بتدخل المجتمع الدولي الذي يستلهم ردود فعله من حكاية القرود الثلاثة، لا أسمع لا أرى، وأتحدث بالهراء زاعماً الاهتمام مدعياً الفهم. الدول التي تتحرك وتدعم بصمت تعلم ماذا يعني التطرف والإرهاب، وتحاول ضبط إيقاعه قبل أن يحرق المنطقة التي لا تنقصها ويلات التطرف وتداعياته، من تخلف وتراجع في مجالات وقضايا تبقينا في مستوى العالم الثالث غير القادر على تخطي مرحلة مكافحة التطرف، إلى مرحلة التنمية وتوفير الحياة الكريمة بما يكفي الشعوب والأوطان .. هذه الحرب الضروس على المقدرات والتاريخ والإرث العربي الذي تكالب عليه الأجنبي وأبناء جلدتنا القادمون من أحلك العصور المظلمة وأقتمها، يحتاج وقفة ووعي المواطن العربي. التطرف يستبد بالشعوب المتخلفة، الشعوب الواعية تعرف كيف تستهين به، حتى يتقلص ويتلاشى بقبولها ثقافة الاختلاف مع الآخر وتقبل الحضارات المختلفة .. مستقبل التطرف تحدد ملامحه شعوب ترفضه ولا تستخدم صناديق الاقتراع لتمكين المتطرفين وإيصالهم لسدة الحكم. للتواصل مع الكاتبة: [email protected]