الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الضحك مضاد حيوي لالتهاب المفاصل

شدّدت خريجة علم السلوكيات من لندن، ومدربة الضحك، سحر الموصلي على أن للضحك فوائد نفسية وصحية كثيرة، مستبعدة أن يكون «الضحك بلا سبب من قلة الأدب». وتمنت أن يتلقى الناس دروساً في الضحك الصباحي، سواء في البيت أو في المدارس وأماكن العمل، حتى يبدأ الجميع يومهم بالبهجة والسرور، ويجابهوا الحياة بكلّ ما تفرضه من مقتضيات وضغوط. وبيّنت الموصلي لـ«الرؤية» أنها فكرت في التدريب على الضحك كي تجابه وطأة الحياة على النفوس، وتتخلّص من الحزن الذي يتملّك النفس، وتتفادى الإحباط، مؤكدة أنّ عملها في مجال التطوير الذاتي منحها القدرة على تحديد سبل العلاج النفسي. وأوضحت الموصلي في حديثها عن تخصّصها أنّ كلّ إنسان بحاجة إلى التطوّر النفسي، مهما تعالت درجته الاجتماعيّة، لما لذلك من فوائد جمّة كتعزيز الثقة بالنفس، والقطع مع رواسب الماضي والتراكمات السلبيّة، مضيفة أنّها ألفت كتاباً في هذا الصدد تحت عنوان «أهلاً بكم في الغد». وقدّمت الموصلي نصائح تساعد المرء على نيل السعادة، من خلال النظر إلى الدنيا بصورة إيجابية دون تعقيدات، وجديّة مفرطة في اتخاذ المواقف وتحليل الأمور، وبالتخلي عن شعار «الضحك بلا سبب من قلّة الأدب»، مشيرة إلى ضرورة النسج على منوال الأطفال، وإطلاق العنان للضحك. وذكرت مدربة الضحك أنّها درست اختصاصها العلاجيّ عن طريق الإنترنت مع أستاذ فرنسي متخصص، ثم سافرت إلى «بانغلور» الهندية، حيث تعلمت أصول المهنة مع صاحب النظرية «مادان كاتاريا»، وأخذت الشهادة منه، وعند عودتها بدأت تقدّم دروساً في دورات يقع تنظيمها في «مول» الإمارات، ودورات أخرى مع جمعية «أصدقاء اليوغا». وأشارت سحر إلى أنّ زبائنها من جميع الجنسيات الأجنبية والعربية، مؤكّدة أنّ الهنود هم الأكثر إقبالاً على الدورات التدريبية، فالضحك عندهم عادة يوميّة، ويتلقون بدورهم دروساً صباحيّة في العلاج بالضحك في بعض مدارسهم المحليّة. وتحدثت المدربة عن قلّة إقبال المواطنين على الدروس، وذلك راجع إلى التقاليد الاجتماعيّة التي «تجرّم» أخلاقيّاً الضحك بلا سبب. ووصفت الموصلي تفاصيل التدريب الذي يبدأ بتمرينات التنفس العميق، تليها تمرينات خفيفة من «التايجي»، وهي حركات صينية للدفاع عن النفس تساعد وتحافظ على اللياقة، موضحة أن المرحلة التالية تتمثل في التصفيق على إيقاعات معيَّنة، فذلك يساعد على تحريك نقاط الطاقة في الأيدي، ثمّ يقع الشروع في الضحك اللامتناهي الذي يعقبه الاسترخاء المريح. وتأمل سحر الموصلي في تدريس الضحك في المدارس، وإشاعته ضمن برامج النوادي الرياضية والاجتماعية، مبيّنة أنّ ذلك من شأنه تقوية العلاقات الاجتماعية بعيداً عن روتين حياتنا اليومية، وأشارت إلى أنّ دروس الضحك تعقبها لقاءات بين المتدربين، إذ يتشارك الجميع في شرب فنجان قهوة في مقهى قريب، ويتواصلون بالضحك والأحاديث. وأوضحت أنّ أصل الفكرة بدأ في عام 1964 من كاتب قصصي مصاب بالتهاب المفاصل، لاحظ بعد ضحكه مدة 20 دقيقة، أنّه ينام ساعتين متواصلتين دون مهدئ، ما أثار انتباه الطبيب مادان كاتاريا الذي ابتكر نظريّة حملت اسمه، وتستند إلى مزج رياضة «اليوغا» بالضحك. النظرية تؤكد علاقة حركات الجسم بالعقل، ففي تمرينات التنفس يساعد الزفير على التخلص من ثاني أوكسيد الكربون، ويخفف درجة الضغط في الجسم، ويساعد على تقوية المناعة، وتساعد الحركات البطيئة على تليين المفاصل والعضلات والتخلص من الأملاح، ما يساعد على علاج الروماتزم. وأكّدت سحر الموصلي أنّ جمعية التهاب المفاصل في الإمارات وجّهت إليها الدعوة لتنظيم دورات تدريبيّة أثناء الاحتفال بيوم التهاب المفاصل.