الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المعايشة أساس الاحتراف (2)

الالتزام والنظام من أبجديات العملية الاحترافية، لست أنا من يقول ذلك، بل أولئك الذين اخترعوا منظومة التفوق تحت مسمى الاحتراف، وعندما تحدثنا بالأمس حول معنى الاحتراف الحقيقي والذي لا يمكن أن يتحقق ولن يصل إلى لاعبينا إلا عبر المعايشة المباشرة عن قرب، فإننا لم نذهب إلي ذلك الاستنتاج عبثاً، بل هو نتاج تجارب حية، وما شهدناه على أرض الواقع، وبالتحديد في بلد مثل اليابان التي عندما أرادت أن تجد موقعاً مميزاً لها على خارطة الرياضة العالمية، طرقت باب الاحتراف الفعلي واختارت لنفسها نموذجاً خاصاً بها يلائم وضعها أولاً من دون أن يوثر في موروثها الثقافي في بلد اعتاد التميز والتفرد. في اليابان كما في الكثير من الدول المتقدمة رياضياً، يتم تلقين الرياضيين أصول الاحتراف منذ الصغر، وبالتحديد في المراحل الدراسية الدنيا، ويساعدها على ذلك وجود كفاءات وخبرات مؤهلة، إلى جانب وجود منشآت رياضية متكاملة سواء في المدارس أو الجامعات، ويتحول جميع الطلاب بعد نهاية الدوام اليومي، من فصول الدراسة إلى صالات الرياضة وملاعبها، وتتحول معها المدرسة أو الجامعة إلى مجمع رياضي يغص بممارسي الرياضة، في مشهد جعلنا ندرك حجم المسافة التي تفصل بين الاحتراف الفعلي والاحتراف الوهمي. كلمة أخيرة لدينا منشآت رياضية مؤهلة، ولكنها غير مأهولة ومهملة، ولا تجد من يطرق أبوابها، فمن المسؤول؟