الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

لمَ التغرير بأولادنا؟

‏يتكشف لمجتمعاتنا ما بين الحين والآخر كيف يتم استغلال مأساة حلب، فتنصب الأفخاخ، وترص حجج الدين وسطوره، وتبتكر مخرجات تغري ضعاف العقول بالانسياق نحو لعبة سياسية خرجت من عباءة الدين، فلا يزال السيناريو يتكرر من قبل بعض الأشخاص، واللعب بـ «كرت» العواطف الدينية الذي بدوره اهترأ اهتراء الورق في الهشيم، فالتحريض مستمر ممن يغررون بشبابنا بدموع التماسيح إلى ميادين الجهاد المزعوم، ورميهم في براثن أعداء الدين ومنحدر الجحيم. والفضل كل الفضل في هذا لفرقة راقصة على موسيقى نحيب أمهات تَأَوَّهت قلوبهن وهن يشاهدن ما أسفرت عنه هذه الحروب التي تسميها هذه الفرقة «جهاداً»، فأي جهاد يا مشاهير الدعاة؟ ‏وإن اعتقدت فرقة «الفتنة» أن هذا جهاد، فأقرباؤهم أولى بالتحريض، وهم أولى بإرسالهم بدل شبابنا. ‏أي مشاعر تكتنز أجساد بعض هؤلاء الملتحية وجوههم قبل قلوبهم؟ ‏رفقاً بأمهات هذه المجتمعات، فدعاة التحريض والفتنة لم يحترموا دين الله، ولم يحترموا مشاعر أمهات هؤلاء الفتية، وهم في أنقى ريعان أعمارهم. يتصيدون أبناءنا بالغرائز ويرغبونهم في مليحات الجنة حتى يُشحن الشبان ويصلوا ذروة الانصياع، ثم يتم ركلهم بلا شفقة نحو مناطق الصراع السياسي والبطش المؤدلج بالطائفية. ‏‏جماهير أوطاننا تدرك أين الصواب والخلل؟ وأين المفارق للصواب؟ ‏لم تعد المجتمعات ساذجة تذهب بعقول أفرادها تغريدة وتفتن تارة بأخرى من قبل هؤلاء المنتفعين بالدِين، والمرتزقة من جيوب مشبوهة، والمتملقة بأساليب تجذب الجماهير نحو مشاهد حلب الأليمة وما آل إليه حالها أمام مجلس الأمن العليل وأمام العالم. وهذه مساجدنا رافعة أكف الضراعة لله أن يحمي سوريا وبلاد المسلمين من كيد السياسة وتقلبات المصالح.