الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أوراق لحجر هرب من قانون الجاذبية .. (2-3)

أما الآن فأعلم: ... أن الوطن الذي انتظرت حتى وددت .. والسهوب التي ركضت تحت رشق المطر، باحثاً عنها، فاكتويت .. وعن الوجوه الغريبة، أعرف أنني لمغزاها احتويت، فهل ارتويت؟ .... ************** (غابت سعاد) ... واستفتيتها عن ذات عماد... ثم سألت عن السفر.. ولترويض تلك الـ (كيف).. ناهزتها بنات عبقر.. شيء من كنايات ترِفة .. وبحار من توريات معتقة .. تحصنت عند أول مرافئ انتهاء النهار .. وبداية جدارية النار.. لترث فرط النأي يفسره نقش المخطوط والأحفورة .. ثم قيل إنه نقش إعجاز من بقايا (عاد).. أو (كرخ) بغداد .. يلاحق كل ما سبح في هواء الكناية وزحف في خنادق التورية .. ثم يعود لسيّد الحزن المعتق بالقنوط المهيأ التكاثر على الرمال المهيضة .. والتهافت المستتر. ******************* (غابت سعاد) ... لا، للسبايا يصعدون نقاء هذي النفس، لا، للبعض في سلالة الوردة. وهنا سأعلن جمرتي، مضيئة كالبرق أو موصولة بتمرة الفؤاد... افحص مراياك الأثيرة يا (حدّاد النفوس). تمهّلْ وألق التحية، كحليب الميلاد، ألقها بوداعة الخجول على الشرفات من حولك، آن تعتم الشرفات فلا يعرف شكل من مغزاه، ولا تعرف كلمة من جرحها! أعدْ صوتك إلى حاضر الكلمات. أعد السيرة ثلاثاً. مشغولاً بشاسع الخيال تحجب نواياك عن السريرة، إذ تغرق هيئاتها في غير شكل الماثل أمامك، في دائهم المعانق بعلم حنينك لما يحدث لك ولا يحدث لي، لما يحدث لي ولا يحدث لك. أتراني جنحت في قراءة عاطفية لكتابة تجاوزت أمر شرح المشاعر إلى ابتكارها، وأسلمت رداءة الوقع إلى جمال غير المعهود من الواقع أصلاً لكل خيال وكل حيرة؟ أعانق الزمن ... حتى خيالك يتشكل في الخلايا... ********************* (غابت سعاد) ... لها وتر في الأعالي يدل عليها، فسكبنا مكان الغناء سماء. وفي صفة الليل، سفر يفضي إلى زمن الحصاد... بشرى .. لطالما أسرجت في دربك خيولي الكسيحة متوسمة، .. أبقيت لها الظهر ولم تقطع بي الأرض بعد.. وعدت - لحظة - حاملاً خيبات دهرية بلا نظير .. لطالما أشرعت في بحرك اللجي سفناً بلا ألواح ولا دسر .. فقط شراع الأمل الذي لا يكفي .. لطالما حلقت في سمائك بلا جناح سوى كلمتين .. أمل .. وبشرى .. ما أملك لا يجدي وحده .. قطرتي تسعى لمحيطك .. ومحيطك لا يكتمل إلا بالحضور في غياب اليقظة .. فها نحن بلا نحن .. وها هما بلا نحن .. والحنين للوصل .. ومازلت أدور .. لا أجدني في أي من دورات الوجد الثلاث .. دورة العلم تنفيني .. ودورة الرؤيا تعميني .. ودورة الوصل تقصيني .. لقد جاوزت بالعشق وزري وقدري .. ********************** ( غابت سعاد) ... لا تلمسوا الهواء، إخوتي، ففي وضوحه، يندس شهيق سيدة البلاد... من أين أتيتِ؟.. من دمي؟.. أتذهل وردة خلف السؤال إذا انبثق نشيدي؟.. محفورة بلدي بغدي، وفي صدري شهيق هارب .. وسم جمال وصفة وعي في آن، لا تستعاد، بل تزهر في الحاضر دائماً .. الحاضر الذي لا ينتهي .. الحاضر الذي ليس سوى بداية لا تقع إلا مرة واحدة. عذري هناك على التراب، ووطري أنشودة لبطانة الملكة السعيدة .. سأهم أن ألقي عصاي، فمشرع كتابي بعد قانون الجاذبية. سيكون لي زمن لا يعظ المكان، ففي المرايا تكسرني قيودي .. ذاتيتي منذورة للوجد، رومانسيتي أعلى قليلاً من صعودي. لذا، سأترك ما يدل على انتمائي في عناويني. «لم أسافر بعد .. يسألني صديقي: هل عدت؟!.». للتواصل مع الكاتب: [email protected]