الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«الخلطة» و«الندب» .. طبختان لم تنضجا بعد

يبدو أن مهرجان أيام الشارقة المسرحية 2013 لم يوفق في عروض أمس الأول، والتي أقيمت في معهد الشارقة للفنون المسرحية في المنطقة التراثية، فالعرضان طويلان، العنوان الرئيسي لهما هو «الإزعاج»، صريخ يتعالى وأفكار لم توظف بطريقة سليمة، وجمهور مشوش لم تصله إلا عدد من «النكات» المضمنة بالعرض الأول، وحركات بهلوانية في العرض الثاني. نصف طبخة .. العرض المسرحي الأول «خلطة ورطة» للمؤلف الإماراتي المبدع إسماعيل عبدالله، وفكرة وإخراج محمد العامري، الذي اعتدنا على مشاهدة أعماله المصنفة دائما في مستوى الممتاز كـ «صهيل الطين» الذي عرض العام الماضي للمهرجان بالتعاون مع المؤلف نفسه، لكن يبدو أن الرياح هبت بعكس ما يتمنى العامري هذا العام. فالعرض لفرقة مسرح أم القيوين الوطني، كما أشار العامري، واجه العديد من المصاعب والعقبات، ووصفه بأنه «طبخة لم تنضج عناصرها»، فكان ينقصها الكثير، تمثيلاً وإخراجاً، وتوظيفاً لعناصر الخشبة من ديكور وإضاءة وصوت. قصة العرض تتحدث عن مطبخ شعبي محلي، يريد أصحابه تطويره وإضافة أكلات غربية عليه، بمسميات أجنبية، تيمنا بلاعبي كرة قدم وفنانين عالميين، ووجود «خلطة شعبية» إن مزجت بأخرى أجنبية لن يستطيع الطباخ الرجوع إلى الخلطة المحلية الأساسية، في إشارة إلى المزيج السكاني الحاصل اليوم. فكرة المطبخ والطهاة والأواني والملاعق الكبيرة وتوظيفها في فكرة جدية كهذه، شيء جديد كل الجد على مسرحنا المحلي لم نشهده من قبل، فالإبداع بالفكرة واضح والذكاء في إسقاطاته يشهد له... لكن بهت العرض في أداء الممثلين الذي كان يميل في كثير من الأحيان إلى «المسلسلات الهندية»، باستثناء أداء موسى البقيشي. كما بدا «الإزعاج» جميع مناحي العرض منذ بدايته، بدق الشخصيات المساعدة على الأواني بطريقة غير منتظمة وغير موحدة الإيقاع، وكان أكثر حدة من فكرة العرض، واستمر بعدها صريخ الممثلين، واستخدامهم «التهريج» أقرب منها إلى كوميديا. «قدر» حديدي ضخم ثبت في وسط خشبة المسرح اتضح عدم وجود قاعدة له عندما رمى الطهاة مكونات الطبخة فيه، شكل آخر من اشكال عدم اكتمال عناصر العرض، وجوبا إلى ذكر إساءة استخدام الإضاءة، وبقع الضوء خصيصا.. تجاوزا إلى عدم وضوح اللغة والصوت في بعض المناطق. «خلطة ورطة» عرض صاحب فكرة جيدة، لكنه لم يرق أداءً إلى المستوى الجيد. ندب الجمهور .. العرض الثاني هو «ندب السموم» والأول للشاب محمد الشبلي تأليفاً، وإخراج عارف السلطان، وهو العرض الذي استبعدته لجنة «أيام الشارقة المسرحية»، باعتباره لا يرقى لمستوى العروض الواجب تقديمها في المهرجان، وحسناً ما فعلت، إذ لم يوصل للجمهور أي فكرة، ناهيك عن طول السيناريو وكثرة الحشو فيه. حوار طال بين الشخصيات الرئيسية، وحالة من الملل تسللت إلى الجمهور، أما بالنسبة للديكور فلم يعمل إلا على عرقلة حركة الشخصيات الأساسية والجوقة، إلا أن الأخيرة تستحق فعلاً كل التقدير على ما بذلته من أداء مذهل وطاقة عالية في التمثيل وإشعال خشبة المسرح بحركات بهلوانية رائعة، تعتبر الحسنة الوحيدة للمخرج والمؤلف في آن واحد، فقد شغلت الجمهور، وأصبح ينتظر ظهورها بين مشاهد الحشو الكثيرة في العرض. فكرة العمل مستوحاة من جملة «البيت الموحد» لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فوجود بيت أبيض في الطرف الأيسر والأعلى من خشبة المسرح دلت على ذلك، وأفراد الجوقة الغريبون والأشرار هم الدخلاء.