الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

صناعة الغد تبدأ اليوم

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن صناعة مستقبل الدول رهن بجاهزية حكوماتها وأفرادها وقدرتها على استشرافه وتبنّي أدوات التغيير وتطويعها وتوظيفها في مواجهة التحديات، وإرساء مفاهيم الثقافة المستقبلية باعتبارها ثقافة مجتمعية بما يخدم مشاريعها الاستراتيجية القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى. وأكّد سموه، لدى حضوره جانباً من ورشة العمل الأولى ضمن سلسلة ورش عمل الدفعة الأولى من البرنامج التدريبي لاستشراف المستقبل التي نظّمها مكتب رئاسة مجلس الوزراء في وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل «وجّهنا بتأهيل أكثر من 500 مستشرف مستقبلي من أبناء الإمارات كمرحلة أولى، ليكونوا على درجة عالية من الكفاءة والقدرة على استشراف وصناعة المستقبل ليدعموا جهود حكومة المستقبل بتطوير العمل الحكومي على أسس علمية تتبنى الاستشراف وابتكار الحلول للتحديات المستقبلية المتوقعة، وتحويلها إلى فرص وإنجازات لبناء الجاهزية للمستقبل والانتقال إليه بثقة وطمأنينة وثبات». وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «نحن نؤمن بأن صناعة الغد تبدأ من اليوم، وأن التغيرات من حولنا لن تنتظر المتأخر أو المتثاقل، ونحن اعتدنا أن نكون أصحاب مبادرة وسبق إلى ما فيه الخير لدولتنا ومستقبل أجيالنا». حضر الورشة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد عبدالله القرقاوي. وتناولت ورشة العمل، التي نظمها مكتب رئاسة مجلس الوزراء في وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بالتعاون مع جامعة أكسفورد، إحدى أفضل الجامعات العالمية في مجال استشراف المستقبل، موضوع «استشراف الاحتمالات المستقبلية والتخطيط بالسيناريوهات»، وهدفت إلى تمكين المشاركين من مفاهيم وأدوات تخطيط السيناريوهات المستقبلية وتوظيفها في إطار عمل حكومة دولة الإمارات. وتطرقت إلى سبل تطوير العمليات التنظيمية والمهارات، بحيث تصبح مهارة استشراف المستقبل وتخطيط السيناريوهات ركيزة أساسية لصنع القرار، وجزءاً من منهج عمل الجهات الحكومية، وأداة رئيسة للتخطيط الاستراتيجي. وسلطت الورشة الضوء على الروابط بين تخطيط السيناريوهات المستقبلية واتخاذ القرار الاستراتيجي والعمل الحكومي واستشراف المستقبل. وركّزت الورشة، ومدتها خمسة أيام، على مهارات تحليل الخيارات المستقبلية وتخطيط السيناريوهات بناء على استشراف المستقبل، وتحديد أكثر الاحتمالات ترجيحاً، واختبار وتحسين الاستراتيجيات القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى وتعزيز عمليات اتخاذ القرار. وتناول البرنامج التدريبي عدداً من المواضيع كفهم التحديات في الحكومات، وتحديات القرن الـ 21 الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية، والتوجهات العالمية المستقبلية الكبرى في مجال القيادة والسلوكيات والمهارات في استشراف المستقبل، وتطوير جاهزية الحكومات له، واستخدام التخطيط بالسيناريوهات لترجمة وتحديث الرؤى وتوظيف استشراف المستقبل في تطبيقات ما بعد رؤية الإمارات 2021. حاضر في الورشة فريق أكاديمي متخصص من جامعة أكسفورد، ضم كلاً من المدير المساعد لكلية إدارة الأعمال الخبير في بناء القدرات التنفيذية والمهارات الاستراتيجية والقيادة لورنس وليامز، والأستاذ المساعد في جامعة أكسفورد نيل جاكبسون، وهو متخصص في مجال المستقبل وحاصل على الكثير من الجوائز، والأستاذة في جامعة أكسفورد والمتخصصة في مجال تخطيط السناريوهات المستقبلية أنجيلا ويلكنسون، وهي مؤلفة كتابين عن التخطيط بالسيناريوهات المستقبلية ولها الكثير من المقالات عن الاستشراف والتخطيط الاستراتيجي. كما شاركت في تقديم الورشة الشريكة المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة المجموعة العالمية لاستشراف المستقبل عضوة المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» كريستل فان دير ألست، والأستاذ في كلية مارتون للمستقبل في جامعة أكسفورد المؤلف المشارك لكتاب «عصر الاكتشاف» كريس كوتارنا. جدير بالذكر أن حكومة دولة الإمارات أطلقت الدفعة الأولى من البرنامج التدريبي لاستشراف المستقبل بمشاركة 50 منتسباً من الجهات الحكومية الاتحادية بهدف تأهيل جيل من المتخصصين في هذا المجال، بما يترجم توجهات الدولة واستراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أخيراً، والتي تهدف إلى الاستشراف المبكر للفرص والتحديات في القطاعات الحيوية كافة وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى على المستويات كافة لتحقيق إنجازات نوعية لخدمة مصالح الدولة. وتأتي استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل باعتبارها خطوة رئيسة في تحقيق أهداف الحكومة للجاهزية للمستقبل، وتسعى إلى تبني الفرص العالمية المستقبلية في عصر الثورة الصناعية الرابعة، واستباق التحديات المقبلة، وتشمل بناء نماذج مستقبلية للقطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والتنموية والبيئية، ومواءمة السياسات الحكومية الحالية، إضافة إلى بناء قدرات وطنية في مجال استشراف المستقبل وعقد شراكات دولية وتطوير مختبرات تخصصية وإطلاق تقارير بحثية حول مستقبل مختلف القطاعات في الدولة، وبناء مكانة الدولة بوصفها مركزاً عالمياً لاستشراف المستقبل.