الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

هل روسيا وكيل انتخابي لمارين لوبن ؟

معركة حامية بدأت تجتاح وسائل الإعلام الفرنسية، بعدما أذيعت مقتطفات من تصريحات النائب الجمهوري مايك تيرنر حول قلقه المتنامي إزاء احتمال كبير لتدخل روسي في الانتخابات الرئاسية في أوروبا وخصوصاً فرنسا. قروض الروس تمول الحملات الانتخابية لليمين المتطرف .. تم تداول هذه المعلومات من خلال الإذاعة والقنوات التلفزيونية بعدما نشرت المطبوعة الأسبوعية الفرنسية (لا كنار أونشن) في عددها الصادر بالأمس أن النائب تيرنر يرغب في فتح تحقيق في الكونغرس الأمريكي حول العلاقة التي تم رصدها ما بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومارين لوبن، زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، خصوصاً أن شعوراً بالقلق لا بد أن يساور الجميع، بحسب النائب الأمريكي، حينما نعلم أن هناك طلباً من الجبهة الوطنية (اليمين المتشدد) تقدمت به ونوقشت تفاصيله كافة في شهر فبراير من العام الجاري، من أجل قرض ميسر الشروط بمبلغ 30 مليون يورو من أحد البنوك الروسية تمت الموافقة عليه وذلك من أجل تمويل الحملة الانتخابية، ما يشير بوضوح إلى تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة. وقد نشرت الأسبوعية مقتطفات من خطاب النائب الجمهوري عن ولاية أوهايو، وإصراره على فتح التحقيق، كما دعا الأسبوع الماضي إدارة باراك أوباما برفع الحظر عن تقرير استقصائي يوضح الدور الذي تلعبه موسكو في بعض الانتخابات الأوروبية. كما أعلن النائب الأمريكي مايك تيرنر أن الجبهة الوطنية قد حصلت بالفعل وبشكل موثق على قرض بعشرة ملايين دولار أي ما يعادل 900 ألف يورو تقريبا في عام 2014، بعدما حققت انتصارات ملحوظة ومهمة لليمين المتشدد. بعد الاتفاق والتأكد من الموافقة التسهيلات للقرض الجديد الذي تبلغ قيمته أكثر من ثلاث أضعاف السابق، يؤكد النائب الأمريكي أن مارين لوبن قد أعلنت علانية من خلال لقاء تلفزيوني على قناة (آر تي) في شهر مايو من العام الجاري (بعد ثلاثة أشهر من إتمام الصفقة) أنها يمكن أن تعترف بشبه جزيرة القرم ضمن الحدود الروسية، في حال فوزها وعبورها إلى قصر الإليزيه في عام 2017. من جهة أخرى، تؤكد إدارة مطبوعة (لا كنار أونشين) أنها قد قامت بالاتصال بأمين صندوق الجبهة الوطنية مستفسرة حول ما يؤكده النائب الأمريكي، اكتفى بقوله: نحن ليس لدينا مشاكل خاصة، ولم يعط أي توضيح آخر. فيما أضاف المسؤول الإعلامي للجبهة، آلان فيزييه، لفرانس إنفو: هذه التصريحات مجرد شغب مضحك، كلنا في الجبهة نضحك من هذه الضجة المفتعلة. ومما يذكر هنا أن هذه ليست المرة الأولى التي تثار فيها هذه الشبهات حول علاقة بوتين ولوبن، فقد تم توجيه أسئلة إعلامية لها مباشرة منتصف هذا العام حول تمويل حملتها من أحد البنوك الروسية، لكنها لم تنف ولم تؤكد بل قالت إنها تدرس كل الاحتمالات لاختيار أفضل تسهيلات ممكنة من بنوك أكثر من بلد وليس روسيا فقط.