زيت للجن

قبل أيام حدث معي موقف أضع فوقه عنواناً أكبر من حجم رأسي «عجيب غريب» ولم أجد له تفسيراً. كنت خارجاً من أحد المحلات وأتمشى بين زقاق قديمة حتى أصل إلى الشارع العام، وطبعاً لم يكن هناك أي أحد غيري، أنا وشخص قادم في الجهة المقابلة ينظر إلي ويبتسم، وقف عندي وسلم وبدأ ينظر إلي، صفعني بسؤاله: منذ متى تعاني من حالة تلبس الجان؟ طبعاً يا سادة يا كرام لم أتمالك نفسي، هل أضحك أم أبكي أو أركض كالمجنون في الشارع، يسألني وكأنه يعلم أنني ممسوس من الجان، وللحظة كدت أصدّقه لأنني بشكل عام لا أجد تصرفاتي في الحياة طبيعية، ولكن المصيبة الكبرى ليست في السؤال، وإنما فيما أتى من بعد السؤال. أخرج من الكيس الذي يحمله زجاجة صغيرة فيها زيت، ويحاول أن يبيعه لي ويقنعني بأنه هذا الزيت ما هو إلا علاج لما يوجد بي، وأقسم بجميع الأشياء أن هذا الزيت خاص ولا يبيعه إلا لمن يحتاج إليه وللحالات المستعصية، وأنه يمتلك علاجاً للسكر والقلب والزهايمر وجنون البقر. ما هي إلا لحظات حتى أحس بأنني سوف أمسكه وأتصل بالشرطة لأنني رددت عليه بأنني سوف أبلغ الجهات المختصة، هرب وتركني أنا مع تلك الأسئلة في رأسي ومادة للمقالة. هناك من يعبث بالعقول الضعيفة ويبيع لهم الأوهام، لذلك وجب التنبيه إلى هذه الظاهرة. [email protected]