السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لماذا التريلا

«التريلا» عرض لمسرح عجمان الوطني كان الرابع من عروض مهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي اختتم مؤخراً، من تأليف المبدع إسماعيل عبداللـه وإخراج الفنان الكويتي محمد الحملي، بدا بشكل عام من العروض الهامة والمنافسة، تدور أحداثه حول شخصية جميعان الذي يمثل ذلك النوع من الرجال الذين يكذبون ويكذبون ويعلم الجميع أنهم كاذبون، إلا أنهم يصلون لما يريدون فيرتقون لا بل يتسيدون، وذلك بدعم من الجميع- الذين يعرفون كذبهم- وهم كُثر في المجتمع سواء على صعيد السياسة أو المال والأعمال أو حتى مجال الفن ومنه المسرح أو على المستوى الشعبي. نلتقي من خلال الأحداث بمن يمثل «هذا الجميع» منهم رجل الدين، وعضو مجلس الشعب، والعسكري، والشاب، ورجل الأعمال، والإنسان العادي البسيط. أدى الأدوار نخبة من فناني الإمارات الذين حققوا حضوراً قوياً مميزاً على الخشبة، من بينهم إبراهيم سالم، مروان عبد الله، جمال السميطي، سالم العيان ، موسى البقيشي، وغيرهم، لم نقرأ من خلال رموز العرض زماناً أو مكاناً محدداً للأحداث باعتبار أن موضوع وفكرة العرض عامّان وعالميان، خصوصاً أن النص مستوحى من رواية للكاتب التركي عزيز نيسين، إلا أن لغة الحوار هي المحلية الدارجة. وقد اشتغل المخرج على السينوغرافيا المفتوحة على التأويل، مع الاستعانة بمن صمم ونفذ المفردات من ملابس وقطع ديكور وماكياج وإضاءة ومؤثرات صوتية، ما يفيد بأن المخرج هو صاحب الرؤية الشاملة للمشهدية التي اتسمت بوجود كتل كبيرة بتوزيع متوازن، ولكن في النصف الأخير من المسرحية دخلت تريلا تحمل المنوم للجميع حتى يساهموا مخدَّرين في علو شأن جميعان، لكن التريلا أخلت بالأبعاد والتوازن والإيقاع المتوافق، ولم تكن لتعبر عن فكرة وروح المسرحية إلا إذا كانت ترمز لجميعان وأمثاله، وفي هذه الحالة يكون هناك خلل في المعالجة الإخراجية أو في النص. للتواصل مع الكاتب: [email protected]