الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

في أيدٍ أمينة

من التعريفات الجميلة للإيمان، أنه الثقة واليقين بما تدركه البصائر ولا تراه الأبصار. لذلك يرى الكثير من المفكرين أن الإيمان بالفكرة هو أهم خطوات تحقيقها. وبعد الإيمان يأتي الحلم، فالإيمان اليقيني بالأفكار كفيل بتحويلها إلى أحلام، والهمم العالية كفيلة بتحويل الأحلام المستحيلة إلى واقع حقيقي، يتجسد بمرور الزمن في صورة إنجازات عملاقة، تُخلد أسماء أصحابها بحروف من نور. فالإيمان يحتاج إلى يقين، والحلم يحتاج إلى جرأة، والفكرة تحتاج إلى إخلاص، والإنجاز يحتاج إلى عزيمة. إنها مقومات النجاحات الاستثنائية التي لا تتوفر إلا في القليل من البشر، الذين يهيئهم الله للبشرية لتحسين أحوالها والانتقال بها إلى مستويات أكثر توافقاً مع رغبات الإنسان وآماله وتطلعاته. وقبل نحو نصف قرن من الزمان، هيأ الله لهذه الأمة قائد عظيم، حاضر القلب ومتفتح الذهن، يتجاوز ببصيرته حدود المكان والزمان، يحمل في وجدانه إيماناً عميقاً بالمثل العليا والقيم الإنسانية، وحلماً جميلاً بتأسيس دولة حديثة، تكبر ويتعاظم دورها بمرور السنين، لتصبح بعد عقود قليلة قبلة للباحثين عن السلام والنجاح والحياة الكريمة، هو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)، ويشاء الله بحكمته أن يجمعه على طريق الخير برفيق دربه في رحلة التأسيس والبناء الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم (رحمه الله)، ليتضافر إيمان القائدين العظيمين وتتوحد أفكارهما وأحلامهما، وتتلاقى مع تطلعات رفاق دربهما من الحكام المؤسسين (رحمهم الله جميعاً)، ليتمخض كل ذلك عن إرادة هائلة وعزيمة صادقة وجهود مخلصة حولت الفكرة إلى واقع فائق الجمال، نراه اليوم بأعيننا ونلمسه بأيدينا. قبل أشهر عدة وبينما كنت أقرأ الصحف كعادتي كل صباح، لمحت صورة جميلة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وهو يمسك بيديه الكريمتين دفة سفينة ليدشن ميناء خليفة، الذي يعد ليكون أحد أهم الموانئ العاملة في المنطقة والشرق الأوسط، وحلقة وصل بين مناطق العالم الاقتصادية، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة (حفظهم الله جميعاً). فالصورة برغم واقعيتها، إلا أنها تحمل في تفاصيلها رمزية عالية تشير إلى أن هذا الوطن في أيدٍ أمينة، تنهل من معين الإيمان ذاته الذي نهل منه الآباء المؤسسون، وتملك الجرأة نفسها في الحلم والإخلاص نفسه للفكرة، وتسير بنا على الطريق ذاته. إنهم مع أخوانهم حكام الإمارات قادة ملهمين، سكنوا قلوب شعبهم وكسبوا احترامه واستحقوا ولاءه بكل جدارة، ودعموا مسيرة النهضة في بلادهم بمشاريع تنموية نوعية، صديقة للإنسان والبيئة. مضت الآن أكثر من أربعين عاماً على بداية الحلم، ومازال الإيمان عميقاً، ومازالت الأفكار تتوالد، أما الهمم فتزداد عزيمة على المضي في طريق الريادة. ولذلك كله، فأنا على يقين راسخ بأن مستقبل الإمارات مشرق، ويحمل معه الكثير من البشائر. للتواصل مع الكاتب: [email protected]