الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الطريق إلى الشهرة

قال أحد الحكماء يوماً «يقضي المرء نصف حياته في طلب الشهرة، فإذا بلغها قضى نصف حياته الآخر في الفرار ممن يعرفه». قرأت مقالات عدة عن أشخاص ادعوا ما ليسوا عليه في سبيل الشهرة، في العام 2002 على أعقاب حادثة الحادي عشر من سبتمبر ظهرت امرأة ادعت أنها كانت تعمل في البرج الجنوبي، وأنها نجت من التفجيرات بمعجزة، حيث تمكنت من الخروج من البرج قبيل دقائق من انهياره، وأنها خسرت خطيبها الذي كان يعمل في البرج الشمالي، وانضمت لمجموعة الناجين من أجل العلاج النفسي، وأنشأت مؤسسة لدعم المتأثرين بالحدث، وألفت كتاباً يحتوي رسائل توجهها إلى خطيبها، تصف معاناتها في إكمال حياتها من دونه، ليتبين بعد فترة بأنها كانت خارج الولايات المتحدة ذلك الصباح، وأن كل ما قالته ليس إلا كذبة! فمنذ فترة وجيزة قرأت مقالاً عن ولد يملك 25 إصبعاً، ويرفض والداه علاجه من أجل الشهرة التي اكتسبها واهتمام الصحافة به. ومنذ ظهور التطبيقات الاجتماعية مثل الفيسبوك والـ «كيك» والإنستغرام، نجد أن العديد من الأشخاص اكتسبوا شهرة المتابعين لهم. الجميع يريد أن يكون مشهوراً، ويدفع الكثير أموالاً في سبيل اكتساب الشهرة والظهور على صفحات الجرائد، وكثيراً ما نسمع عن رجل اشترى حقوق كتاب أو دراسة، ليقدمها للعالم بأنها نتائج بحثه الطويل وخبرته، وكما نسمع عن شعراء يشترون القصائد وعن ملحنين يشترون الألحان وينسبونها إلى أنفسهم، فمنذ مدة قرأت مقالاً يتناول أشخاصاً يشترون المتتبعين على تويتر من أجل الشهرة وحب الظهور. ومثل هؤلاء، كمثل رجل اشترى فخاراً ودفنه في منطقة قديمة، ثم أخذ العمال في اليوم التالي لاستخراجها، فأصدر كتاباً عن تجربته مع الآثار! ونتساءل هل تستحق الشهرة أن نخسر حريتنا الشخصية ونلاحق بشكل مستمر من قبل الصحافيين والمعجبين؟ للتواصل مع الكاتب [email protected]