الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

صربيا وكوسوفو .. تسامح مع الأمس وتطبيع مؤجل

فشل قادة صربيا وكوسوفو في ختام مفاوضات مطولة جرت في بروكسل أمس الأول في التوصل إلى اتفاق حول تطبيع العلاقات بين بلغراد وبريشتينا، ولكنهم أكدوا استعدادهم لمواصلة المفاوضات. وأفاد رئيس الوزراء الصربي إيفيتشا داسيتش للصحافيين بأنه «على الرغم من هذه المفاوضات الطويلة، فنحن لم نتوصل إلى اتفاق»، وذلك في ختام الاجتماع الذي عقده مع رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي، وهو ثامن لقاء يجري بينهما منذ أكتوبر 2012 برعاية الاتحاد الأوروبي. وأضاف «ما زال أمامنا وقت للتوصل إلى حل». بدوره أكد تاجي استعداده لمواصلة الحوار. من جهتها أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي أدارت المفاوضات أنه ليس من المقرر إجراء أي اجتماع آخر في بروكسل. وأوضحت في بيان «هذه المرة الأخيرة التي نلتقي فيها رسمياً»، مضيفة أن «عدداً من الاقتراحات طرحت على الطاولة؛ الهوة بين الطرفين ضيقة للغاية لكنها عميقة». وأشارت آشتون إلى أن رئيسي الوزراء سيعودان لبلديهما للتباحث في هذه الطروحات «وسوف يبلغاني بمواقفهما في الأيام المقبلة»، معربة عن أملها في التوصل إلى حل. وكان الاجتماع الذي وصف بـ «الحاسم» بدأ أمس الأول في بروكسل تحت رعاية الاتحاد الأوروبي على أمل التوصل إلى تسوية حول حكم ذاتي محدود في شمال كوسوفو المأهول بغالبية صربية. ويأمل الأوروبيون في أن يسهم التوصل إلى اتفاق في تهدئة توترات الصرب الذين يرفضون سيطرة بريشتينا بعد خمس سنوات على استقلال الإقليم الصربي السابق. وتتمحور المفاوضات بشكل رئيس حول مستوى الحكم الذاتي الذي قد تحظى به البلديات في هذه المنطقة، مقابل تأكيد سيادة بريشتينا على كامل أراضي كوسوفو. وتطالب بلغراد بإنشاء «تجمع» لهذه البلديات يتمتع بـ «سلطات تنفيذية» لجهة الأمن والشرطة والقضاء. لكن بريشتينا رفضت حتى الآن الذهاب إلى هذا الحد، وحذر تاجي من أن هذا التجمع لن يتمتع «في أي حال من الأحوال بصلاحيات تنفيذية وتشريعية». وفي الواقع يخشى الكوسوفيون من أن يؤدي حكم ذاتي واسع فيما بعد إلى انفصال شمال كوسوفو، وهو تهديد يلوح به بعض الصرب في الشمال. وما يسعى إليه المجتمع الدولي «أن يتفادى بأي ثمن قيام جمهورية صربية في شمال كوسوفو»، حسب أحد المفاوضين، في تلميح إلى الكيان الصربي الذي أنشئ في البوسنة عام 1992. وتواجه بلغراد ضغوطاً من الدول الأوروبية التي تعتبر التوصل إلى اتفاق شرطاً لتحديد موعد لبدء مفاوضات انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتصدر المفوضية الأوروبية في 16أبريل الجاري تقريراً يلخص الوضع، يقدم بعد ذلك إلى القادة الأوروبيين قبل قمتهم المرتقبة في يونيو المقبل. وهذا «الحوار» بين بلغراد وبريشتينا الذي بدأ عام 2011 لا يتناول مسألة استقلال كوسوفو، حيث ترفض صربيا الاعتراف به وكذلك تفعل دول عديدة في العالم بينها خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأدى هذا الحوار إلى تحقيق إنجازات كانت تبدو غير محتملة قبل بضع سنوات، على غرار الاتفاق الذي أبرم ديسمبر الماضي حول المسألة الحساسة جداً المتعلقة بنقاط العبور بين صربيا وكوسوفو.