الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مهرجان الوحدات المساندة للرماية

برعاية كريمة من شيخ كريم نحبه نحن أهل الإمارات ويحبنا، سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أبدعت قيادة الوحدات المساندة في العاصمة الجميلة والحبيبة أبوظبي مهرجاناً وطنياً شعبياً تراثياً وبطولياً حضره الشباب وكبار السن والأطفال والفتيات تنافسوا خلاله بروح عالية على رماية السكتون والمسدس والبندقية. كثيرة كانت المشاهدات الجميلة والمؤثرة خلال أسبوع المهرجان، فالإبداع كان في الفكرة العظيمة التي حملها المهرجان، فالرماية بالنسبة لنا أهل الإمارات هوية وتراث ودين، الإبداع كان في تولي الوحدات المساندة وبصفتها هيئة عسكرية بحتة تنظيم مهرجان يتضمن مسابقات للرماية وألعاباً ومنافسات رماية للمدنيين بقصد توثيق العلاقة بين الشعب ومؤسستهم العسكرية (القوات المسلحة) وتحقيق التلاحم. كان الحفل الختامي أكثر جمالاً بحضور سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، فقد حيته الجماهير الغفيرة ساعة دخوله بكل محبة وصدق، وكيف لا تحييه وهو ابن ذلك الرجل العظيم زايد الخير الذي أهدانا هذا الوطن العزيز، والأجمل كانت هي مشاركته ونزوله الميدان بين أهله وناسه وجنوده ليشاركهم أجمل فنون الأداء الإماراتية بلوحات تراثية حاملاً للسيف يبادلهم نظرات المحبة ويبادلونه صولات وجولات ونظرات الوفاء والولاء والاستعداد، وسموه يتوهج بينهم بالسيف وبابتسامته المعهودة، فساعة نزول حامد ميدان الاحتفال كانت لحظات يصعب وصفها حيث تراكضت أرجل الرزيفة نحو سموه تقودهم أرواحهم، فكل كان يمد يده متمنياً أن يتناول حامد السيف من يده ليحظى بهذا الشرف حباً في آل نهيان ووفاء لزايد. لقد شاهدت نشوة للعمل برغم التعب وحر الشمس وغبار الميدان وتواصل ساعات العمل، فقد كان للعمل متعة وروح لاتوصفان في نفوس لجان التنظيم من أفراد وضباط الوحدات المساندة، فقد واصلوا العمل ليل نهار دون كلل أو ملل كل أيام المهرجان، فالجميع كان يوجد ويتفانى في العطاء ليثبت أنه قادر، فقد استطاع قائدنا قائد الوحدات المساندة أن يستنهض روح الشباب التي تسكن فينا بين الضلوع، فهي التي تحمل الإنسان، فأنت بالروح لا بالجسم إنسان، فقد شاهدت في عين كل من حضر وكل من رمى أو انتظر روحاً مختلفة وطاقة إيجابية عجيبة أمدتني بالطاقة اللازمة. لن أتحدث عن فرحة الأبطال الستة الذين فازوا بالسيارات الست الذين تمنى الجميع أن يكون مكانهم، ولن أتحدث عن فرحة الأطفال في هذا المهرجان ولا عن الفتيات وفرحتهن بالمشاركة في الرماية الحية ولا عن الألعاب النارية ولا عن مشاركة القوة السابعة من الشرطة ولا عما جرى خلف الكواليس من إعداد وتخطيط وتنظيم ومتابعة. قدرة فائقة يمتلكها قائد الوحدات المساندة في التأثير في نفوس ضباطه وأفراده فكل من عمل معه يعرفه بتواضعه وقوته وذكائه وشدته ومحبته، يأسر كل من يلقاه فهو ينتمي إلى مدرسة محمد بن زايد في إدارته للعمل، فقد كانت شخصية محمد بن زايد حاضرة وتسري في نفس القائد، فكانت تعبيراته وكلماته بلهجته الإماراتية الجميلة طيلة أيام المهرجان لا تخلو من كلمة «الشيخ محمد الله يطول بعمره قال ووجه»، نعم، كان سموه حاضراً في فكر وكلام القائد، فكم هو متأثر بسموه وكم كان مؤثراً فينا وجعلنا نعمل ليل نهار بحب، فكان دائماً يعمل والحس الوطني طاغٍ على كلماته وأفعاله، لم يغادرنا طيلة أيام المهرجان إلا ساعات النوم المسائية القصيرة، وكان عجيباً في تحفيزنا، فقد دعانا لاجتماع طارئ مساء اليوم الثالث، وشكرنا لأنه كان يرى النجاح الباهر للمهرجان فأشعرنا وكأننا أنهينا آخر يوم وهنأنا. كان المهرجان جميلاً بفعالياته المختلفة، وكم كان الختام مبهراً بنزول المظليين وباستعراض البطل الأولمبي وبطل العالم الشيخ أحمد بن حشر في رماية الأطباق الطائرة، ولكن كم كان الوداع صعباً علينا جميعاً بعد أسبوع من العمل المشترك والذي تجمعنا فيه من كل الإمارات، تآلفت فيه الأرواح لأجل الوطن ولأجل دعوة راعي الحفل سيدي سمو الشيخ محمد بن زايد، فما فتئت قلوب الحضور تلهج باسمه، فأغلب الشعراء نظم لسموه أعذب القصائد، وكل الحضور هتفوا باسمه وأغلب المشاركين ترقبوا حضوره .. في الخامس حضر حامد رئيس مكتب سموه فخرجنا فرحين بحامد وقلوبنا معلقة بمحمد يحدونا الأمل الكبير في ملاقاته والسلام عليه، فقد كانت قلوب المتقاعدين مشتاقة لرؤياه، وكيف لا يشتاقون إليه وكيف لايتمنون لقاءه والسلام على سموه، وهو صاحب فكرة إعادة المتقاعدين العسكريين للعمل، فسموه من أحيا قلوباً من بعد سنوات التقاعد الطوال. فاللهم اجزِ الشيخ محمد بن زايد خير الجزاء، ودمت ياوطن العز والمجد بقيادة الخليفة ونائبه. للتواصل مع الكاتب: [email protected]