السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الفقيرة والغني .. تضحية نبيلة .. والحبيب المنقذ .. دراما الحياة تجسدها روائع السينما

المشاعر ضوء القلب، وموسيقى الروح، وهي وحدها التي تكشف أسرار الحياة. والحب أرجوحة ما بين الابتسام والدموع كما يقول الشاعر الخالد بيرون. والسينما ليست خيالاً أو إبهاراً فقط، بل تعبيراً صادقاً عما نواجهه في حياتنا من تجارب وقصص ودراما. وفي كثير من الأحيان يفوق الواقع خيال السينما، ومع ذلك هناك حبكات درامية تتكرر ما بين الحياة والفن السابع. حبكة امرأة جميلة الفقيرة والغني تتكرر القصة دائماً: امرأة ذكية جميلة ولكنها فقيرة وغير مرتبطة، تنجذب إلى رجل قوي ذي نفوذ. وفي البداية لا يتعامل معها بجدية لأن العالم الذي ينتمي إليه، ينبذ أو يحتقر أمثالها. ولكنه بعد صراع عنيف يتحدى التقاليد ويرتبط بها. والمرأة من جانبها تغتاظ من قوته وسطوته، ولكنها في نهاية المطاف تحبه من أجل خصاله الجيدة. هذه القصة كانت محوراً لرواية بعنوان (جين آير)، وجسدها فيلم (امرأة جميلة). وهو عن غانية (جوليا روبرتس) تحظى بحب رجل أعمال وسيم غني ومتغطرس (ريتشارد جير). ومعظم النساء اللاتي ينجذبن لذلك السيناريو، كان آباؤهن ينتقدونهن أو يتجاهلونهن، ما يجعلهن بلا حماية. وعندما يكبرن يبحثن عن علاقات تذكرهن بالرفض الذي عانين منه في الطفولة. وتأمل الواحدة منهن أن تجد قلباً ناعماً رقيقاً حساساً، رغم الفتور الذي يواجهها به الرجل، لذا تسامحه. والعديد من النساء اللاتي ينجذبن لهذا السيناريو لا يتزوجن أبداً لأن الرجل الذي تحبه هذه المرأة لن يتزوجها. ولأنها أيضاً تمل منه بسرعة، لأنه لا يستطيع تغيير نهاية القصة التي تعيشها من البداية. حبكة جسور مقاطعة ماديسون تضحية نبيلة امرأة متزوجة في الثلاثينات أو الأربعينات من عمرها، وعادة مايكون لديها أطفال، وتعيش قصة حب مع شخص لم تتوقع أبداً أن تلقاه. وهنا تتصاعد حيرتها إلى الذروة إذ ينبغي أن تختار ما بين هذه السعادة التي لا تأتي سوى مرة واحدة في العمر، وبين ارتباطها بأسرتها. يبدو هذا مألوفاً، وخاصة إذا كنت شاهدت أفلاماً مثل «كازابلانكا» و«نهاية علاقة حب»، و«جسور مقاطعة ماديسون»، فهناك العشرات منها. وكلها تنتهي بالطريقة نفسها. رغم أن المرأة تود الذهاب مع حبيبها، فإنها تخشى أن تكون أنانية، وتضطر لأن تضحي بحبها ولا يتبقى لها سوى الذكريات وطيف الحبيب. لماذا تكتسب قصص التضحية بالحب شعبية هائلة، رغم أن الجمهور يريد أن يظل الجبيبان معاً؟ ولماذا يثق الحبيبان أن ما يفعلانه هو الصواب؟ الإجابة قد تبدو بسيطة ظاهرياً، فالمجتمع لا يحب العشاق الذين يكسرون شبكة الارتباطات الاجتماعية والتقاليد. ولكن الأمر أبعد من هذا. فالمرأة التي تضحي بحبها ليست فقط نبيلة، بل إنها امرأة عاقلة ترفض أن تقايض الحياة المألوفة الآمنة، بحب لا تعرف إلى أين سيؤدي بها في نهاية المطاف. حبكة (الجميلة والوحش) الإنقاذ أساس قصة الإنقاذ بسيط، امرأة تقع في هوى شخص تعرض لجرح عاطفي في الماضي. وهي في نظرها تعتقد أن محبوبها لديه طاقة وإمكانات عظيمة، ولكنه لم يجد الاهتمام والحب الذي يحتاجهما لكي يخرج أفضل ما عنده. وتعتقد أيضاً أن حبها سيصنع المعجزات ويشفيه. بل إنها تؤمن بشدة أنها بمجرد أن تنقذه فإنه سيكون قوياً للدرجة التي يقوم هو بإنقاذها، وسوف يكون أفضل زوج وأب، ويمنحها الحماية والأمان الذين افتقدتهما في طفولتها. وفي العديد من الحالات التي تعيش فيها المرأة قصة المنقذ يكون لديها أب أحبته وفقدته وهي صغيرة. وهي تلوم أمها بعقلها الباطن، لأنها لم (تنقذه). لذا تقسم أن تفعل ما لم تستطع أمها أن تفعله: أن تنقذ الرجل الذي أحبته. البعض يعتبر أن سيناريوهات الإنقاذ نوع من الإدمان غير الصحي. ولكن هذه الصورة السلبية تركز فقط على السيناريوهات شديدة التطرف، المرأة التي تضيع حياتها وهي تحاول إصلاح رجل يائس أو محبط أو مدمن للخمر. ولكن في معظم الحالات إنه شعور مدهش رائع أن تساعد وتتلقى المساعدة من الشخص الذي تحبه. هذا ما يريده الناس من شريك الحياة، ومن السخف أن نطلق على هذا النوع من الحب إدمان.