الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

عام مغاربي سعيد

تعالت الأصوات، أخيراً، لدفع عجلة الاتحاد المغاربي الذي دخل في سبات عميق منذ الإعلان الرسمي عن تشكيله في سنة 1989 في مدينة مراكش المغربية، وعلى الرغم من الاجتماعات المتتالية للدول الأعضاء، إلا أن التطبيق الفعلي للمواثيق المُدرجة في القانون الداخلي للاتحاد لم ترَ النور حتى الساعة. فكرة توحيد خمس دول مغاربية (الجزائر، المغرب، تونس، ليبيا وموريتانيا) تمخضت عن العديد من الاجتماعات وإسهامات رجالات السياسة والثقافة في هذه الدول، حيث عقدت أعتى الأحزاب الوطنية لهذه الدول اجتماعاً تاريخياً سنة 1958 في مدينة طنجة المغربية لوضع حجر الأساس لهذا الاتحاد برغم أن بعض الدول المشاركة في هذه القمة المغاربية كانت حديثة العهد بالاستقلال مثل تونس والمغرب وليبيا، وبقية الدول كالجزائر وموريتانيا كانت لا تزال تعيش تحت نير الاحتلال. أشارت تقديرات اقتصادية أن التجسيد الميداني لهذا الاتحاد سوف يعود على دول الاتحاد بالنفع الكبير، حيث سيحقق الاكتفاء الذاتي لحاجيات هذه الدول كافة، ناهيك عن المزايا الأخرى العسكرية وحتى الاستراتيجية في حال قيام هذا الكيان المغاربي. لعل تونس من بين أهم الدول المتشبثة بتفعيل خيار الاتحاد خصوصً بعد المآسي التي كابدتها بعد ربيعها العربي، وخير دليل «دسترتها» للاتحاد سنة 2014 من خلال مادة في الدستور: «الجمهورية التونسية جزء من المغرب العربي، تعمل على تحقيق وحدته وتتخذ كافة التدابير لتجسيمها». نتمنى ونحن في أول يوم من العام الجديد أن يكون فاتحة خير على الدول المغاربية والعربية قاطبة، وأن تحذو بقية الدول حذو تونس في تبنيها الجاد لفكرة الاتحاد.