الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

تركيا تتأهب لعلاج الإخوان نفسياً وعقلياً

قبل فترة قامت مصر بمحاولة دبلوماسية وعبر مجلس الأمن لحل القضية السورية، وكان من ضمنها قرار تصويت لهدنة وافقت عليها روسيا، فثارت الدنيا عليها، واستغل الإخوان المسلمون الموقف ليبشعوا بالرئيس السيسي ويشنعوا كل ما يفعله، وكتبت مئات المقالات التي فيها ما فيها، من تخوين وغيره. وبالأمس نسمع عن اتفاقات تركية روسية، واجتماعات تستمر لمدة أيام وأسابيع، ولكن أحداً لا ينطق بحرف فلماذا؟ يبدأ الإخونج الآن بنسج الروايات، فذلك البذيء الذي لا يترك سبة إلا وقالها في الرئيس المصري وحلفائه، تراه يختفي ويحتفي بالشعر والأدب وكأن لا اتفاق تقيمه تركيا مع الرئيس الروسي الذي يحتفل بنصره على حلب. آخر من بني إخونج يقول بكل صلافة أرجو ألا تزايدوا على تركيا التي تكتوي بنار الإرهاب الذي جلبه لها لاجئون، وهي اليوم تضحي من أجل قيمة أسمى، وثالث يبربر بتلعثم، في كل يوم اتجاه، ولكن إلى متى يعيش بعض العرب من بني جلدتنا على هذه الحالة من التنازع بين انتمائهم لأمتهم وولائهم لسلطان يستخدمهم ويبدلهم في كل يوم بألفٍ غيرهم؟ الجديد في علاقة أردوغان بالإخونج العرب أنه لم يعد يكترث حيالهم بأي شيء، بل بدأ يتعامل معهم كتابعين لا يحتاجون إلى بذل أي جهد ليحفظ لهم ماء وجههم، يفعل كل ما ينتقدونه، يستبد يسجن ويتحالف مع من يريد وكأنّ لا وجود لهؤلاء المساكين، وهم على الضفة الأخرى، يبررون ويبررون، وحينما يشتد الألم عليهم يقيمون احتفالاً كبيراً، ويحضرون صورتين لأردوغان وهو يرفع شعار رابعة، ففي الحقيقة لم يعد هناك ما يقال بالنسبة لهم، وهو لا يمنحهم وزناً. أردوغان حينما كان يتودد لهم، كان يريد مصر الدولة، ويدرك أنه بقليل من الاهتمام كان بوسعه أن يجعل من محمد مرسيها في ذلك الوقت، عاملاً لديه، يمنحه العقود الاستثمارية، وكان وكان، ولكن الأمور مضت بما لا يريد، وأصبح ينظر للإخونج نظرة خسارة سابقة، فبذلوا بكل غباء مزيداً من فروض الولاء والطاعة، وكأنهم يقولون له أرجوك يا سلطاننا المفخم اعتبرنا من ولاياك ورعاياك. إن الذين لا يستطيعون خلق منطق واحد، ويمارسون التبرير، ويكرهون أوطانهم ويوالون الدول الأخرى، وينبهرون منها بأدنى شيء، ولو فعلته دولتهم لانتقدوه، عليهم أن ينتبهوا أنهم يدخلون إلى جيناتهم أمراضاً نفسيّة معقدة، وعقداً لا تنحل، وعليهم قبل قراءة أي كتاب في علوم السياسة أو الدين وقبل دروس الوطنية، أن يزوروا أي مصحة نفسية لعلاج الخلل النفسي أولاً. [email protected]