الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تُعد قادة المستقبل وتعلم الانضباط وتنمي حب الاستطلاع.. الكشافة .. مهام شاقة ومبادرات انتماء مجتمعي

لم يكن يعلم القائد العسكري بادن باول، أول منظم كشفي في العالم، أن تحركاته في جنوب إنجلترا عام 1907 لرفع الحصار عن المعسكر الإنجليزي من قبل عصابات البوير «مهاجرين من أصل هولندي»، واستعانته بعدد قليل من الشباب للقيام بالأعمال العسكرية مثل الحراسة ونقل الرسائل والطهي، ستكون الانطلاقة الأولى التي تؤسس لأهم الحركات الكشفية في العالم. وبحسب آخر الإحصائيات وصل عدد الكشافة خلال السنوات الأربع الماضية إلى أكثر من 38 مليون عضو في 216 بلداً حول العالم. وأفاد المفوض العام لجمعية كشافة الإمارات عبداللـه بلال الشامسي أن الحركات الكشفية تتكون من مجموعة من الطلاب المتطوعين بالمدارس، يتم تأسيسهم لتحقيق أهداف ومبادئ معينة لتنمية قدراتهم البدنية والعقلية، ولصياغة المواطن الفاعل الإيجابي القادر على العطاء دون مقابل وأيضاً للمساهمة في بناء مجتمعه. وأشار الشامسي إلى أن المنتسبين إلى الكشافة تتراوح أعمارهم ما بين أربعة إلى خمسة وعشرين عاماً، ويقسم الكشافة إلى أشبال وبراعم والطليعة والجوالة وهي آخر مرحلة وتتكون من الشباب الذين ينتمون للجامعات والمعاهد من عمر 18 إلى 20 عاماً. وأردف المفوض العام لجمعية كشافة الإمارات بأن الحركات الكشفية تستخدم برنامجاً تعليمياً قائماً على الأنشطة مثل الألعاب الرياضية والتخييم والسفر على الأقدام إلى الصحراء والسفاري، لاكتساب المهارات الذاتية وتنميتها والتعرف إلى ما يتعلموه نظرياً بين دفات الكتب العلمية والنظرية على أرض الواقع. وفي السياق ذاته أكد الفاضل شرفي من مدرسة معاذ بن جبل الثانوية في الشارقة أن الهدف من الحركات الكشفية التي يقوم بها الطلاب هو تعويدهم على أداء المهام والمسؤوليات ليكونوا قادة المستقبل والعمل على تعزيز مفاهيم الانتماء الوطني وغرسها بداخلهم. أما عن زي الكشافة فأشار إلى أنه يعرف بـ «سكاوت» وهو زي موحد بين كل أعضائه، لإخفاء الاختلافات الاجتماعية بين الأعضاء وتحقيق المساواة، ويتكون من وشاح للرقبة وقبعة، كما تحتوي الملابس على شارة موحدة تميز شعار الكشافة، إضافة إلى شارات الاستحقاق الأخرى. وأبان شرفي أن العام 1907 شهد إنشاء أول حركة كشفية التي تأسست على يد بادن باول في إنجلترا ومن ثم تكونت حركة كشفية للفتيات بمساعدة زوجته وشقيقته، ونشر بادن في العام 1909 كتاباً عن الكشافة ترجم إلى لغات عدة، أسهم في التعريف بمفهوم الكشافة وآلية تكوينها. وأوضحت منى أحمد (13عاماً) إحدى عضوات الحركة الكشفية في مدرستها أن الانضمام إلى الكشافة أكسبها عدداً من المهارات الحياتية المهمة التي تؤهلها لتكون فتاة قيادية في المستقبل، لأن عليها اتباع مجموعة من القواعد الصحية في النظام الغذائي وممارسة الرياضة وتعلم الانضباط في الوقت نفسه، ما يعزز من ثقتها بنفسها وينمي حب الاستطلاع والاستكشاف لديها لكل ما هو جديد. وتتابع منى: الحركة الكشفية التي أنتمي إليها ساعدتني على المشاركة في الأنشطة والمبادرات المجتمعية المختلفة، ما أسهم في إثراء شخصيتها وصقلها أكثر، وعن أهم الأنشطة التي تشارك فيها أفادت بأن تسلق الجبال من امتع النشاطات التي تمارسها بالإضافة إلى الألعاب الرياضية المختلفة والتخييم، كما أن تنمية مهارات الاستكشاف من أهم المهارات التي تعلمتها. وشاركت منى في خدمة المجتمع عبر المبادرات المجتمعية التي تقوم بها الكشافة في مجال البيئة أو المشاركة في الاحتفالات الرسمية والوطنية في الدولة.