السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الأولى عالمياً في الترابط المجتمعي

عند النظر لأي بلاد من بلدان العالم ومحاولة قياس منجزاتها وتقدمها الحضاري، يجب أن تنظر أيضاً لجملة من الجوانب الأخرى والمؤشرات التي لا تقل أهمية عن العمران والبناء، وهي مدى تماسك المجتمع وترابط أفراده وقوة اللحمة الوطنية بين مكوناته كافة وعلى مختلف أطياف الناس واهتماماتهم. وأعتقد أن المجتمع الناهض القوي هو الذي يمسك بالمقومات كافة ويبني عليها صروح تقدمه ونهضته. بلادنا الحبيبة لم تكن في أي يوم من الأيام بمعزل عن هذه الرؤية وعن إدراك هذه الحقيقة، فجنباً لجنب تسير كل مقومات التطور والنهوض والرخاء الإنساني حتى باتت الإمارات مضرب مثل ومحل تقدير وإشادة. قبل أيام صدر الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2013، الذي يُعد أحد أهم التقارير العالمية التي تقيس مستوى تنافسية الدول، ويصدر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في سويسرا. حيث حصلت الإمارات على المركز الأول عالمياً في مجال الكفاءة الحكومية وتحقيقها أكبر قفزة بين دول العالم في مجال التنافسية، لتصل للمركز الثامن، والمركز الرابع في مجال الأداء الاقتصادي، والأجمل من هذا جميعه حصولها على المركز الأول عالمياً في مجال الترابط المجتمعي وفي مجال القيم والسلوكيات، والخامس في مؤشر التوظيف، والسادس في محور ممارسات الأعمال، إضافة إلى تقدمها الكبير في 19 مؤشراً مختلفاً لتكون ضمن الـ10 الأولى في التنافسية العالمية. هذه المؤشرات جميعها تعطي دلالة واضحة على تقدم ونهضة بلادنا الحبيبة، فعلى جميع المؤشرات الحيوية الحياتية نلمس تقدماً وتميزاً. وغني عن القول ذكر أن هذا التطور على مختلف مقاييس التنافسية، وهي مقاييس عالمية ومعترف بها تعطي دلالة واضحة على مثل هذا التقدم الشامل والعام. أهمية مثل هذه الشهادات الدولية أنها تصدر من منظمات وهيئات عالمية لها خبرة واسعة وكبيرة وتحرص على نزاهتها وحياديتها ومصداقيتها، لذا تعتبر مثل هذه التقارير مؤشراً وقياساً حتى على المستوى المحلي حول سير برامجنا التنموية ومشاريعنا التي تستهدف الإنسان ورفاهيته، لكنها في أبسط المجالات تعطينا نحن ضوءاً على أهمية المحافظة على مسيرتنا ومنجزاتنا، بل والعمل على تطويرها وزيادة الجهد لمزيد من التقدم. على المستوى الفردي عند مشاهدة مثل هذه التقارير أو الإحصائيات المعلوماتية التي تقيس أداء دول العالم كافة وتجد أن بلادك واحدة من أهم هذه الأوطان وتتربع على أعلى الهرم، لا تملك إلا تعظيم هذا المنجز والتفكير دوماً بكيفية المحافظة عليه، إنها الوطنية تجاه تراب هذا الوطن، الوطنية الصادقة الباذلة بحب وسعادة. [email protected]