الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الجري وراء المادة

* استكمالاً لما تطرقت إليه في مقال الأمس بخصوص المبالغة من جانب بعض الأندية في تعاقداتها مع اللاعبين المواطنين رغم عدم الحاجة إليهم، والعشوائية في اختيار اللاعبين بعيداً عن الرأي الفني في ظل غياب المدرب، الأمر الذي من شأنه أن يحدث اضطراباً كبيراً في الساحة الكروية، وستحدث فجوة واسعة بين أندية لديها فائض من اللاعبين، لدرجة لا تعرف أين تضعهم، وكيف تستفيد منهم وأين ومتى. وفي المقابل، هناك أندية لا تملك وسيلة لكي تغطي النقص الذي تعانيه من اللاعبين، وهذه حقيقة واقعة ومن إفرازات ثقافة الاحتراف التي كانت وراء حدوث تلك الفجوة الكبيرة بين الأندية نتيجة للفوارق في الإمكانات المادية. * الغريب في الحراك النشط الذي تشهده الساحة الكروية هذه الأيام من خلال الأخبار التي تأتينا من كل صوب وحدب بخصوص انتقالات اللاعبين، متمثل في وجود نوعية من اللاعبين ممن فضلوا الانتقال من أنديتهم إلى أندية أخرى رغم قناعتهم بأنهم لن يجدوا المجال والفرصة للمشاركة كأساسيين مع النادي الجديد، بسبب إغراء المادة حتى وأن دعا الأمر للجلوس على دكة الاحتياط، فأمام العقود المغرية لم يفكر أولئك اللاعبون في أنهم بالموافقة على الانتقال بذلك العرض وكأنهم يتنازلون عن موقعهم في الملعب كلاعبين أساسيين، والموافقة والتحول إلى لاعبين احتياطيين، وقد يصل الأمر إلى أن يتحولوا إلى فريق الرديف. * المسألة وما فيها تعود إلى ثقافة اللاعب نفسه، فهناك من يرى أن المادة هي الأساس وفي سبيلها ممكن التضحية بأي شيء آخر، وهناك من يضع شرط وجوده في الملعب شرطاً أساسياً للانتقال إلى أي فريق، ويحسب لذلك ألف حساب قبل القدوم على خطوة الانتقال من نادٍ إلى آخر، وهناك من ينظر إلى مسألة بقائه في ناديه كمسألة نفسية وارتباط اجتماعي وعاطفي لا يمكن التخلي عنه مهما كانت المغريات والظروف، وأمام ذلك التباين في المواقف والآراء تبقى الكلمة العليا للجانب الفكري والثقافي للاعب، وكيف يحدد أولوياته، وبالتالي فإن المسألة تبقى إذاً خلافية، والشاطر هو من يحسن الاختيار مع التأكيد على أن قرار البقاء أو الانتقال يتحدد عليه مصير ومستقبل اللاعب، لأن لا رجعة فيه. كلمة أخيرة * بعض اللاعبين الذين أغرتهم المادة وجروا خلفها دون أن يحسبوا أي حساب للمستقبل تحولوا بين ليلة وضحاها من نجوم في الملاعب إلى لاعبين مجمدين على مقاعد البدلاء، والسبب الجري وراء المادة. للتواصل مع الكاتب [email protected]