الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الذكاء الاجتماعي سر النجاح

ما هو الذكاء الاجتماعي؟ الذكاء الاجتماعي هو تصرف الإنسان في الشارع والبيت، ليس بالنفاق بل بالمجاملة، ليس بالوصولية بل بالعمل، ليس بالتسلق بل بالصبر، هو أن يعرف الشخص كيف يتصرف مع الآخرين من دون أن ينتقص من قدرهم، وفي الوقت نفسه من دون أن يمدحهم، فينفخ رؤوسهم بالكذب والكلام المعسول، كذلك هو قدرة الشخص على التخلص في المواقف المحرجة، وقدرته على إقناع مَن حوله برأيه. وعادة يكون الذكي اجتماعياً مؤثراً في الآخرين ومحباً للنقاشات الجماعية، ولا يحب الانفراد، بل يرغب في العيش بين مجموعة من الأشخاص، ويُبنى هذا الذكاء على التجارب الحياتية الخاصة، وليس على قراءة الكتب. تتخصص هذه المهارة الاجتماعية باستشفاف شخصيات الناس، وفهم نفسياتهم ومعرفة ما يحبون وما يكرهون، كما أن جزءاً كبيراً من هذه القدرات الذكائية يعتمد على القدرة على الدخول إلى قلوب الناس، والتأثير فيهم بشكل إيجابي. فما خصائص الذكي اجتماعياً؟ - أن يستمتع بصحبة الناس أكثر من الانفراد، ويجمع الأصدقاء حوله. - أن يُداري غضبه ويتحكم بانفعالاته. - أن يقدّم النصائح بعد تفهّم المشكلات، ويحلها بيسر. - أن يتحمل الفشل ويواجه المواقف الصعبة بثقة. - أن يكون شجاعاً مثابراً إذا أخطأ أو فشل. - أن يكون سريع التكيف مع المواقف الجديدة. - أن يكون سريع البديهة. - أن يفهم الآخرين من خلال لغة الجسد. - أن يكون محاوراً لبقاً. - أن يقدم نفسه بصورة جميلة وغير كاذبة. - أن يُبدي تعاطفاً واهتماماً بالآخرين، خصوصاً في أوقات ضيقهم. - أن يتصدى للأخطاء والامتهان الخارجي. مفهوم الذكاء الاجتماعي: إن الذكاء الاجتماعي مفهوم يحمل في طياته عدداً من السمات والصفات التي يمكن أن تحقق للمتمتع بها الفوز والتفوق إذا كان يمتلك قدراً مرتفعاً من هذا الذكاء، إضافة إلى الذكاء العقلي الذي يرتبط بالنجاح الأكاديمي وتحصيل العلم والمعلومات، وغيرها من المهارات الفكرية والذهنية التي تقيسها مقاييس الذكاء التقليدية. ومنذ تبلور هذا المفهوم، أصبح من أكثر المفاهيم رواجاً في مجال علم النفس لدرجة أن الرئيس الأمريكي السابق كلينتون عندما سألوه في أحد اللقاءات عن أهم المفاهيم التي أثرت في حياته المهنية ونجاحه السياسي والاجتماعي، كان جوابه إن مفهوم الذكاء الاجتماعي أو الوجداني من أكثر المفاهيم التي أثارت شوقه واهتمامه، وأفادته في نشاطاته الحياتية أجلّ فائدة. الذكاء الاجتماعي والتعامل مع الآخرين: يعتمد التعامل مع الآخرين بذكاء على مكونات رئيسة، وهي: الوعي بالذات، الثقة بالنفس والابتعاد عن الغرور، احترام الآخر، الاعتراف بذكاء الآخر العقلي والعاطفي، تشجيع الحوار وتقبّل تعدد الآراء، الاستماع الذكي لكل ما يقال وما لا يقال، التعلم من الجميع (الصغار والكبار)، بذل الجهد لفهم ما يشعر ويفكر به الآخر، التعرض لفرص التعامل مع أشخاص ومواقف مختلفة لاكتساب الخبرة، معاملة الناس كما يحب الشخص أن يتم التعامل معه، التفاؤل والنظرة الإيجابية للأمور. كذلك لا تنكر مشاعرك وأحاسيسك الدفينة، لأن الإقرار بالمشاعر يعتبر خطوة أولى في علاج الصدمة العاطفية، أما تجاهل هذه المشاعر فإنه يعمل على نسيانها مؤقتاً فقط، ولن يخلصك منها نهائياً، ولا تخجل من أخذ النصيحة أو تقديمها، وكن أكثر شفافية مع من تثق بهم: والديك، إخوتك، زوجك أو صديقك المقرب. لا تكن متشائماً، تمسك بالأمل، ودرب نفسك على التعامل مع التحديات والمفاجآت بقوة وذكاء، وابتعد عن العصبية والتطرف، كن حيادياً قدر الإمكان، ولا تستهر بمشاعر الآخرين أو تقلل من قيمة الأمر الذي يغضبهم أو يسعدهم. أيضاً، ليس من الذكاء أن تكون صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في كل حديث، استمع للناس أكثر مما تتكلم، ولا تقلل من تأثير العلاقات على حياتك، فالعلاقات الجميلة تؤثر إيجابياً في صحتك، وفي مناعة جسدك في مقاومة الأمراض، كما أن العلاقات السيئة تضر بصحتك ونفسيتك، فهي كالسم البطيء الذي يسري في العروق.