الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

احتضار الطائفة الإخوانية في مصر

عكست كلمة الرئيس الإخواني في مصر محمد مرسي في استاد القاهرة الدولي توجهاً خطيراً في سياسة الإخوان المسلمين الخارجية، فهو أول رئيس في العالم يعلن على الملأ قطع العلاقات مع دولة أخرى وطرد سفيرها، ودعوة المواطنين للتوجه إلى دولة أخرى للجهاد، وفرض منطقة حظر جوي على سوريا، وفي الحقيقة كان مستشاره للشؤون الخارجية خالد القزاز قد أعلن قبل ذلك بساعات قليلة أن المصريين الذين يقاتلون في سوريا من حقهم المشاركة في القتال، وأكد أنه لن تتم محاكمتهم لدى عودتهم إلى البلاد. ورداً على سؤال لوكالة أسوشيتد برس بشأن موقف الحكومة من المصريين الذين «يجاهدون» في سوريا، قال القزاز «إن حرية السفر مفتوحة لكل المصريين»، مشيراً إلى أن الحكومة لن تعاقب المصريين على ما يقومون به في دول أخرى. وأوضح أن «الرئاسة لا ترى أن المصريين الذين يقاتلون في سوريا يهددون أمن مصر». وتزامنت تصريحات القزاز مع مؤتمر في القاهرة حضره حشد من علماء المسلمين السنّة أعلنوا فيه الجهاد من أجل المسلمين، ودعا العلماء السنّة شباب المسلمين إلى التوجه إلى سوريا وحمل السلاح لقتال من قالوا «إنهم ينتهكون حرمات المسلمين، ويقتلون النساء والأطفال». إن تصريحات مرسي ومستشاره تعد أخطر تصريحات تؤدي مباشرة إلى تدمير المجتمع المصري والدولة في آن واحد! ويبدو أن مصر «الإخوانية» بدأت تقوم بدور رأس الحربة في أفغنة سوريا والمنطقة ككل، كأحد تكليفات واشنطن والمحور الأوروأطلسي مقابل بقاء الإخوان في السلطة، والتعتيم الكامل على ما يجري فيها أو توجيهه في اتجاه آخر تماماً، والمقصود هنا ما يجري التحضير له يوم الـ ٣٠ من يونيو ٢٠١٣ في مصر. بعد تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة الحديثة وإمكانية فرض منطقة حظر جوي على جنوب سوريا، من الواضح أن الدولة السورية ستتحول خلال أسابيع، من بدء استخدام المجاهدين القدامى والجدد الأسلحة الأمريكية الجديدة، إلى أفغانستان أخرى، وسوف يتشتت المجاهدون بين أكثر من منظمة وتنظيم وجماعة، كما حدث بالضبط في أفغانستان، ولن يعرف أحد مَن يقاتل مَن، ومن أجل أي شيء؟ سيتم تدمير سوريا بالكامل، وسوف تتدخل الولايات المتحدة عسكرياً في ما بعد وبشكل مباشر، أو تحت راية تحالف دولي ما لتقوم بقتل هؤلاء المجاهدين أنفسهم، لأنهم سيصبحون إرهابيين في تلك اللحظة من وجهة نظر واشنطن والتحالف الدولي! على هذه الخلفية، وقبل أيام قليلة من الـ ٣٠ من يونيو، قام مرسي أيضاً، بتعيين محافظين جدد كلهم ممن شاركوا في عمليات لبعض التنظيمات داخل مصر وخارجها، وينتمون إلى تنظيمات مصنفة على أنها إرهابية مسلحة، ومن الواضح أنه بهذه الخطوة يحاول ضمان ولاء التنظيمات الإرهابية في معركة الـ ٣٠ من يونيو مع الشعب المصري، وبذلك يمكن أن نرى بالعين المجردة كيف يحتضر النظام اليميني الديني المتطرف على الرغم من الدعم الأمريكي - الأوروأطلسي! [email protected]